عندما ننظر نظرة سريعة لواقع العراق نجد حالة تدمي القلب وتجرح الفؤاد وتبكي العين ، نجد طبقة تعيش في قصور فارهه كلفت الدولة مئات الملايين من الدولارات من خلال افضل التصاميم واجمل الزخارف مع افخم الأثاث واغلاه سعرا وارصنها صناعة ووسائل تدفئة تصير الشتاء ربيعا ووسائل تبريد تصير الصيف بردا ، مع دوام لخطوط الكهرباء.
وهذا شي جيد للبروتوكولات العالمية، ويليق بدولة ترليونية مثل العراق ويناسب ارث حضاري شامخ .
ولكن تجد مقابل ذلك في نفس البلد بل في نفس المحافظة بيوت من تنك وطين لا تقي حر الصيف ولا تحمي من برد الشتاء مع أدوات منزلية قد انقرضت في كل العالم حتى المتخلف علميا ، لا يتوفر فيها الا صنف طعام او صنفين، ومروحة قديمة تنفث في وجه اصحابها نار حامية في زمن قصير لان الكهرباء مفقودة في قبورهم .
وهنا ياتي في الذهن كلام لأمير المؤمنين ع (راعي العدالة الإنسانية) ليقطع النزاع في هذه القضية الشائكة فيقول :(ان الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره).
فيميز بين ائمة العدل وائمة الجور، وإن امام الهدى وصاحب العدل من يواسي الفقير بكل ما لديه ، واذا لم يفعل فهو امام ضلال.
ولذا كل من سكن القصور -وبعضها عقارات الدولة- على حساب ابناء شعبه وهم من وسكن القبور فهو خارج عن وصف امير المؤمنين ع …فاين نحن من عدالة امير المؤمنين ع وكيف يكون حالنا عندما نقف امام محكمة الله يوم القيامة يوم نجد ما عملنا حاضرا.
فلو رد اهل القصور ما فضل على أهل القبور لصلح حالين الطرفين ، ولكن ازداد اهل القصور علوا وطغيانا وكان ذلك سببا لزيادة اهل القبور جوعا وحرمنا.
والغريب ان القصور بنيت بأموال اهل القبور، وأهل القبور جاعوا بسبب زيادة اموال وعقارات واملاك اهل القصور .
والاغرب ان ذلك الطغيان سرى حتى لبعض رجال الدين واصبحوا لا يواسوا الفقراء والمساكين بل يتعلوا عليهم ويتقربوا في المقابل لأهل القصور ليصيبوا من فتاتهم بل ان بعضهم اتخذ القصور مسكنا والاثاث الفاره موطنا .
وحتى بعض من نظن بهم خيرا ممن كانوا من اهل القبور عندما امتطوا السياسة أو ادعوا المقاومة قد أصبح كثير منهم اليوم من اهل القصور.
في هكذا معادلة كيف للفقير ان يصبر وكيف للجائع ان يسكت وكيف للطفل ان يسكن …
ترى حرائر العراق يستجدين اللقمة من المزابل ويجمعن النفايات من الاطمار.
نجد اهل القصور مواكب سياراتهم تصل إلى 5 مليون دولار وحلي نسائهم تصل 2 مليون دولار وارصدة اولادهم ملئت البنوك واملاكهم في كل الدول.
كل ذلك لان القصور طغت على القبور …