الى‭ ‬متى‭ ‬تبقى‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬الناقصة‭ ‬أو‭ ‬المعكوسة‭ ‬سائدة‭ ‬ومهيمنة،‭ ‬وهي‭ ‬انّ‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬وأخص‭ ‬منها‭ ‬ايران‭ ‬بحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬صادرة‭ ‬عنها،‭ ‬تنظر‭ ‬الى‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬سوق‭ ‬لها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬استراتيجية‭ ‬اقتصادية‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬نفطي‭ ‬عملاق‭ ‬مثل‭ ‬العراق‭ ‬لكي‭ ‬يرسم‭ ‬خططا‭ ‬لجعل‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬سوقا‭ ‬له،‭ ‬ولو‭ ‬بمحصول‭ ‬الفجل‭ ‬أو‭ ‬البصل؟

مطلع‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬اعلنت‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬طهران،‭ ‬أن‭ ‬صادراتها‭ ‬للعراق‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تجاوزت‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬سيكون‭ ‬سوقاً‭ ‬مهمة‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬15‭ ‬المقبلة‭. ‬

‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬بساعات،‭ ‬كشف‭ ‬علي‭ ‬الوبري‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لاتحاد‭ ‬تعاونيات‭ ‬شركات‭ ‬إنتاج‭ ‬وتربية‭ ‬أسماك‭ ‬المياه‭ ‬الدافئة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬مجموع‭ ‬صادرات‭ ‬اتحاده‭ ‬تبلغ‭ ‬سنوياً‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬اسماك‭ (‬الكارب‭ ‬والسلفر‭) ‬تذهب‭ ‬معظمها‭ ‬الى‭ ‬العراق‭.‬

وقال‭ ‬انّ‭ ‬‮«‬مجموع‭ ‬الانتاج‭ ‬السنوي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاسماك‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬تبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬يتم‭ ‬تصدير‭ ‬نصفها‭ ‬الى‭ ‬العراق‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية”‭.‬‮ ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العراق‭ ‬يستورد‭ ‬نحو‭ ‬80‭%‬‭ ‬منها‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تجف‭ ‬فيه‭ ‬بحيرات‭ ‬الأسماك‭ ‬العراقية‭ ‬ويجري‭ ‬طمرها‭ ‬اجباريا‭ ‬ترشيداً‭ ‬لاستهلاك‭ ‬المياه‭ ‬بسبب‭ ‬الجفاف‭ ‬وشحة‭ ‬إيرادات‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬بحيرات‭ ‬أخرى‭ ‬انقرضت‭ ‬لكثرة‭ ‬القتل‭ ‬الجماعي‭ ‬الغامض‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة‭.‬

نريد‭ ‬تجارة‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وسواها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬ومرّ‭ ‬بلدنا‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬توقفت‭ ‬العجلة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬فيه‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬توقف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصناعي‭ ‬بقصد‭ ‬التصدير‭ ‬التجاري،‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬سنة،‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حقائب‭ ‬وزارية‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬“صناعة”‭ ‬و”زراعة”‭ ‬و”تجارة”،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مضمون‭ ‬يليق‭ ‬بإمكانات‭ ‬العراق‭ ‬وتاريخ‭ ‬الصناعات‭ ‬فيه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السبعين‭ ‬الماضية،‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬منتوجات‭ ‬عراقية‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬الايرانيون‭ ‬يأملون‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ ‬العراق‭ ‬سوقهم‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬فإنّ‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬مدعاة‭ ‬لنا‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬استثماره‭ ‬لصالح‭ ‬البلد،‭ ‬وأن‭ ‬نزيد‭ ‬التبادل‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬مختل‭ ‬الكفة‭ ‬مرحلياً،‭ ‬كما‭ ‬هم‭ ‬يرمون‭ ‬الى‭ ‬الإفادة‭ ‬الذاتية،‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التصدير‭ ‬ومعادلة‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬المضحك‭ ‬في‭ ‬اختلاله‭ ‬لصالح‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭. ‬

لعلنا‭ ‬في‭ ‬اقل‭ ‬تقدير‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬كيف‭ ‬نجعل‭ ‬الاخرين‭ ‬يشعرون‭ ‬انّ‭ ‬جميع‭ ‬الملفات‭ ‬الأخرى‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعراق‭ ‬ومصالحه‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تسير‭ ‬كما‭ ‬نريد،‭ ‬ما‭ ‬دمنا‭ ‬رئتهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والمالية‭ ‬التي‭ ‬يتنفسون‭ ‬عبرها

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *