لم اكن انوي الحديث عن ما جرى فيها.. ولها.. وعليها.. الا ان الجدلية الشائكة التي حوطت قضية محافظة كركوك ومستجدات ساحتها بما شهدته من تصعيد وتوتر لايزال يلقي بظلاله على اهلها حتى هذه اللحظة..هي كلها دعتني للخروج عن صمتي مجاريا” للمشهد الاني الذي تكلله الحيطة والحذر المسحوب على شيء، من ترقب.
وعلى مضض .. القصة كالتالي..كركوك ثاني اكثر المدن انتاجا” للنفط بعد البصرة حتى سميت بمدينة الذهب الاسود ويسكنها خليط من مختلف الاطياف والمذاهب حتى سميت بالعراق المصغر.. وعلى مر التاريخ ومختلف الحقب الزمنية.. مرت كركوك بالكثير من الاحداث والصراعات والنزاعات التي اكاد اجزم ان اطرافها لايحبون كركوك بقدر حبهم لمصالحهم .. فمن يحبها حقا” ( اي طرف كان ).. لا يخربها ولا يدعو لأقتتال ابنائها ولا يذكي نار الفتنة فيها ومن يحبها حقا” لا يجعلها ورقة للمساومة سواء للحصول على كرسي ومنصب او لإعطائه مقابل نفوذ ومكاسب .. وسواء كان هذا او ذاك فالامر سيان في قضيتها..
وللاسف فأن البعض من ابناء كركوك تتلاعب بهم ايادي سياسية لهذا الطرف او ذاك وتستغل مشاعرهم لتوظفها وفق ما ينعكس ايجابا” على مصالحها .. صفراء او سوداء او برتقالية وحتى زرقاء او غير ذلك .. لايهم ماهو لون تلك الايادي بقدر اهمية ما تقوم به في ظل توافر مقومات اذكاء نار الفتنة النائمة ( لعن الله من ايقضها) والمتمثلة بعوامل الصراع الدائمة البقاء.. الداخلية منها او الخارجية والتي لاتكون فاعلة الا حين يقوم بتفعيلها طرف من اطراف النزاع والصراع فتقوم الاطراف الاخرى بذات الفعل… بتنا نعلم يقينا” ان الكل يدعون الوصل بكركوك ويدعون احقيتهم بها.. الكل يدعون محبتها وكأنهم خلصانها .. بينما هم يسببون لها الضرر بتأجبج الصراعات والنزاعات فيها ويزيدون من جراحاتها والحقيقة انها لا بلسم لها سوى السلام الدائم بين اهلها..
وهنا تحضرني ابيات شعرية لطالما ترددت عن مثل مدار حديثنا وتعد خلاصة لما اريد. ان اوصلها من رسالة بما مفاده :
وكل يدعي وصلاً بليلى
وليلى لا تقر له بذاك…
إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ
تبين من بكى ممن تباكى…