أيها الدرويش المُعلق
ما بين اللثغتين
قُم من جُبِك
و أمعن في خُضرة التهجد
المنذور لشهوةِ التحليق
في أغوار الروح
أيها المُنداح كالنمش الحرون
على ربوتين من الفقد اللذيذ
لك وحدك مفازة الجنون
طوبى لخوخها السكران
على شفتيها
لغنج تفاحها و فتنته
السابح في نشوة التكوين
أيها
المُرتقي نحو سدرةِ الوجد
الهائم في ملكوت النثر الرخيم
المعبء كالهدهد بأناشيد السفر
دع عنك فلسفة الطواحين
الخائبة
و ما أقترفت من غناء
عند كل غروب
لا تأخذك العزة بالخلاص
فتجترح الحنين لمن
رحلوا قبل أن تدركهم اهازيج
النجوم
فبعثروا اشواقهم اللامعة
على قوافل الليل
السادرة في لثغة التيه
المتدفقة من اصلاب
الدراويش الشعراء
أيها المُبحر في
أريج الياسمين
لا تأخدك العزة بالشعر
أمام أناقة الغياب
طالما الغاوون
يتجرعون نبيذ
الخيبة من أحداق الليل
فلا مناص من الأحتراق
و لو قليلاً
في رحم القصيدة
قبل الولادة على جمر
الأحلام الدامعة
أيها الدرويش
قم لك مطلق التيه
نادم النجوم
قبل أن تعزف الشمس لحنها
على أصابع المطر .