اطراف عديدة لا تريد الاستقرار في كركوك وستبقى هذه المدينة قنبلة موقوتة لن يتوقف حريقها اذا انفجرت ..
هذا الملف الحساس يؤرق الجميع ما لم يحسم بالطريقة المناسبة ..
من المستفيد من هذا الملف الحساس ..؟
الاكراد يربطون اقتصادهم ومصير دولتهم المستقبلية في كركوك الغنية بالنفط وتعتبر كركوك بالنسبة لهم مسألة وجودية ..!!
اما الاتراك فهم يخططون لعودة الفرع الى الاصل كما يقول اردوغان ، وهم يعتبرون كركوك جزء لا يتجزء من جسد الامة التركية !
وتبقى محاولات بقايا البعث الصدامي في ان اثارة هذا الملف الحساس ودق اسفين الخلافات في كركوك مصلحة بعثية سنية كبرى لاضعاف الحكومة المركزية وحلم العودة الى الحكم ..
بعد هذه المقدمة يتضح لنا ان بقاء كركوك بهويتها العراقية المتمثلة بالقوميات والاديان والمذاهب المتعددة سيبقى الخيار الافضل للجميع .. وان اي محاولات لاثارة الفتن في هذه المدينة الحساسة سيحقق حلم اردوغان باحتلال المدينة
والى الابد .. !!
اخيرا علينا ان نعلم ان خسارة كركوك لا سامح الله يعني ان
هنالك تغيير كبير سيطرأ على خارطة العراق والمنطقة ؟
ولن يهنئ الكرد بعد ذلك أبدا لان تركيا ستكون هي اللاعب الاكبر والعدو اللدود بعد احتلالها لكركوك واستقرارها في خاصرة اربيل ..
نصيحتي للكرد عدم الانسياق وراء الوعود الامريكية والصهيونية بتقديم المساعدات ودعمهم بالانفصال والاستقلال ..
الامريكي والاجنبي يبحث عن مصالحه ولا يمكن ان يضحي بدولة مثل تركيا العضو في حلف الناتو لعيون الكرد .. لقد سبق وان جرب الكرد الانفصال واعلان الدولة وسرعان ما تخلى عنهم الامريكان وحتى الغالبية الكردية في داخل الاقليم !! فلماذا كل هذا الاصرار وهذا التحدي للحكومة المركزية ؟
بغداد تعلم جيدا استحالة الانفصال الكردي في ظل هذه الظروف العصيبة ولكنها مصرة على لملمة الخلافات
دون اي ستراتيجية ، لقد جرب صدام استخدام القوة مع الكرد وفشل ، واليوم على الحكومة ان لا تنساق الى النداءات التي تطالبها باستخدام العنف والقوة وفي نفس الوقت لا يجب ان تكون ضعيفة وتقدم التنازلات المالية والسياسية لارضاء الحليف الاستراتيجي!!