تتميز الادارات العليا الرشيدة في قدرتها على توظيف اموال الشعب بطرق علمية وخطط مدروسة تنجز مشاريع عملاقة في زمن قياسي وبمواصفات عالية الدقة والجودة ولا تفرط بدينار واحد من اموال الشعب هذه هي الفرضية وسنتحدث عن المطلوب اثباته في ظل حكومات المحاصصة العراقية منذ عشرين عاما والحبل كما يقولون على الجرار…!
تشير الارقام الرسمية المرصودة للخدمات البلدية عامة وامانة بغداد خاصة على مدى عقدين لارقام فلكية قادرة لاحداث قفزة نوعية في ساحات وشوارع العاصمة وازقة حتى الاحياء الشعبية تجعلنا مضربا للامثال لكن الذي جرى على ارض الواقع يكشف ان هذه المليارات ذهبت لعقود وشركات وهمية ونخب من النصابين والمحتالين المسنودين من ذات القوى التي تشكل الحكومة والبرلمان وتتزعم الكتل السياسية وبهذا تترسخ مصداقية المثل الشعبي العراقي ( حاميه حراميه) وامانة بغداد ليس استثناء فاغلب الوزارات والرئاسات والهيئات شهدت نهبا منظما للمال العام غير مسبوق وصرنا انموذجا. للفساد الشامل يدرس في الاكاديميات وتضعه منظمة الشفافية العالمية مقياسا للدول الفاشلة…!
نتامل شوارع بغداد فلا نرى تجديدا حقيقيا الا الرتوش وحتى بعد ان اعلن السوداني برنامجه الحكومي وبشر بتقديم الخدمات النوعية ومعالجة الاختناقات المرورية وفتح ابواب خزينة الدولة وانتشرت فعلا فرق العمل في كل مكان لتوسيع الشوارع وتقليص الارصفة. والذي حدث نبش للمجاري ولشبكات المياه والكهرباء وقلع (الشتايكر. ) وهو بالاصل متاكل والوانه قذرة. لعل هذه العملية تكررت مرات عديدة وعلينا ان نتصور حجم الاموال المهدورة وبعد كل ذلك (المنجز ) بعيد عن الحد الادنى من المواصفات فحافات الارصفة هشه لاتصمد وعند تفككها يتناثر الرصيف … وللاسف ليس هنالك احترام للوقت وسقف زمني لانهاء الاعمال واخضاعها للتقييس والسيطرة النوعية كما كان يحدث عندنا وفي دول العالم.. وتزرع الاشجار ثم تموت. لغياب الرعاية …
خلاصة القول ليس لدينا شوارع مثل دول العالم وليس لدينا شبكات لمياه الامطار والصرف الصحي وليس عندنا ارصفة وساحات مريحة لوقوف السيارات بدون ابتزاز. وغابت الارصفة الانيقة النظيفة وتحولت لكراجات تدفع المواطن للمشى وسط الشارع…. ولاتشيد المولات الا عند نقاط تقاطع الطرق وحافات الشوارع بدون تخطيط لطاقتها الاستيعابية من المركبات وتاثيرها على انسيابية الحركة…وليس هنالك من يلزم اصحاب العمارات والمطاعم والاسواق وحتى المؤسسات الحكومية بتخصيص مساحات لوقف السيارات ضمن التصميم الاساسي لكل مبنى كما نراه في دول الجوار ..!
متى يحدث التطور الحقيقي ونشعر بالامان والجمال والاعتزاز بعاصمتنا التي يتغنى فيها الشعراء وحين يتجولون فيها يذرفون الدموع على احوالها….؟…ومتى تتحول البيانات والتصريحات لمنجزات فعلية ملموسة لاتحتاج لدعاية من الذباب الالكتروني.. فقد اعلن الوالي العثماني لبغداد مدحت باشا عام 1869 سعيه لتعبيد الطرق وانارة الشوارع واعقبته عصور وحكومات ومازلنا ننتظر منذ قرون من مدحت باشا لعصر السوداني ان تتحقق وعود الحكومة على ارض الواقع وليس في نشرات الاخبار …؟