يتشاءم المواطن وهو يتهيأ لمراجعة أي دائرة حكومية ، وربما ينتابه الأرق ليلة الذهاب لتلك المراجعة ، فتراه يحضر بدقة اوراقه ومنها وثائقه المتعددة والتي كانت أربعة وصارت ثلاثة بعد قرار مجلس الوزراء بعدم المطالبة بالبطاقة التموينية ، وتراه ايضا يتهيأ لإحضار صيغة السلام والتحية لذلك الإنسان الذي كان يتوسل للحصول على الوظيفة وبعد التعيين تراه يتنمر على المراجعين ، وعندما تحل ساعة الوقوف أمام من خولته الدولة للعمل باسمها لخدمة المواطنين ، وإذا بذلك الخادم يبتهج ويذيع للمواطن عدم توفر الاستمارة للوكالة العامة في دائرة الكاتب العدل على سبيل المثال ، أو تأخر استلام الجواز لعدم توفر الطبعة ، أوبعضا من الأحيان عدم توفر البطاقة الوطنية الموحدة لدى بعض دوائر السجل المدني ، أو عدم توفر الختم لأن الموظف المسؤول لم يحضر بعد ، أو ربما في دائرة أخرى عدم توفر الانتر نت أو تعطل الحاسوب ، وهكذا تصعد الدماء في الرؤوس وتبدأ المناقشات ويدق الناقوس ، ويعود المراجعون إدراجهم منتكسي الرؤوس تارة يدعون على نظام صدام وتارة يندبون حظهم المتعوس .

أن الوزارات تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا الدولة وهيبتها ، ولكن لفساد أو بطر الموظف أو تماديه لعدم وجود الرادع ، يكون وراء عدم توفير مستلزمات العمل أو إيجاد أي عائق ولو بسيط لإرباك المراجع، أو أن الوزارات والهيئات تكون هي نفسها وراء مثل هذا الخلل لأن القادة وكبار المسؤولين لم يعودوا قدوة وانما صاروا نقمة على المراجعين ، أعان الله أبناء وادي الرافدين.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *