تلاشى الحلم الذي كان يحتويها وتبدد كل أمل لها في الحياة ؛ هي ذي مقهورة ملتاعة ؛ فما بال هذا الزوج يهينها كل يوم ! بل هو أخيرا خانها ؛ أي زوج هو ! يطعن كرامتها وأنوثتها غير مبال بمشاعرها كإمرأة عفيفة حلوة الملامح ؛ سخية النفس ؛ كريمة المعشر . الآن أين تولي وجهها بعد أن فقدت النصير والعشير ؟ لا أحد البتة تلجأ إليه ؛ لا أحد تحكي له همومها . وعاد الزوج ليلا يتبختر كأنما هو وحده الرجل ولا رجل سواه ؛ الآمر الناهي على إمرأة ليست بيدها حيلة . قال لها بإسلوبه الفض الرخيص : – أراك في حال غير الحال الذي أراك فيه كل يوم . – وكيف تريدني أن أكون وأنت تخونني ؟ – أنا رجل أفعل ما يحلو لي . – عجبا وأين حرمة البيت ! أين قدسية الزواج ! – لا أبالي بهذه المسميات ويكفيك أنك في داري اطعمك وأكسيك . – أي منطق هذا ! حتى الجارية لا ترضى بما تقول . – وما يزيدك انت عن الجارية ! حاولت أن تكتم غيضها ولكنه أثار حفيظتها فقالت على مضض : – كفاك إهانة لي ، تحملت منك فوق طاقتي ..ألا تخاف الله في معاملتك السيئة لي لتضيف إليها وزر الخيانة ! – هذه ثرثرة لا جدوى منها . – اذن أطلق سراحي . – وأين تذهبين ؟ – الى أي مكان حتى إلى حضن الشارع ولا أظن أن الله سيتخلى عني . – لا بأس إن كان هذا ما تريدين . . غدا سأفعل . ذهب هو الى الحجرة بينما لبثت هي في موضعها والدموع تنساب من عينيها ؛ رفعت يديها الى السماء تتضرع وتدعو الله أن ينصرها على من ظلمها ويجد لها حلا يريحها من زوج بلا قلب ؛ وقالت مع نفسها أخيرا : أجل إني على يقين بأن الله سينتقم منه عاجلا ليأخذ ثأري منه . وما لبثت وهي في جلستها بين يقظة وحلم أن رأت مصرع زوجها مضرجا بدمائه .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *