-1-
تلاوةُ آيات الله البينات التي أودَعَها كتابهُ المجيد ( القرآن ) وَتَدَبُرُها والتأملُ فيها وإدمانُ قراءتها لها مردودات ايجابية عديدة على الصعيد الروحي والأخلاقي والعقائدي والانساني والاجتماعي وتاريخ الشعوب والاديان، كما انها تُسهم في إذكاء الحس البلاغي والأدبي الى حد بعيد.
وينعكس ذلك في شعر الشعراء المُقْبلين على قراءة القران .
-2-
ونكتفي الآن بذكر مثالين فقط لما قلناه :
قال أحد الشعراء مبرراً حبه للبنات :
أُحبّ البنات وحُبُّ البنات
فرضٌ على كُلِّ نَفْسِ كريمهْ
فانّ شُعَيْبَا لأجلِ البنات
أَخْدَمَهُ الله موسى كليمَهْ
لقد أشار الشاعر هنا الى قصة ( شعيب ) مع (موسى) والمشار اليها بقوله تعالى :
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى? أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ .
القصص / 27
والشاعر هنا يحرص على اظهار حبه للبنات على خلاف الكثيرين الذين كان احدهم اذا بُشر بالانثى ( ظلّ وجهه مسودا وهو كظيم ) – على حد تعبير القرآن الكريم –
والمثال الآخر :
ما صنعه احد البخلاء مع ضيوفه فقد أصعدهم الى سطح داره وأنامهم جياعاً فهجاهم احدهم قائلا :
أنامُ على السطح أضيافَهُ
وراحَ يُريهم نجومَ السماءْ
وقد قَطّعَ الجَوعُ أمعاءَهُمْ
وإنْ يستغيثوا يُغاثُوا بِمَاءْ
اشارة الى قوله تعالى :
( وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )
الكهف /29
-3-
وقد يُضمّن الشاعر نص الأية في شعره، كما صنع المرحوم العلامة السيد رضا الهندي في قصيدته الكوثرية حين قال :
قد قال لِثَغْرِكَ صانِعُهُ :
( إنّا اعطيناك الكوثر )
الكوثر /1
-4-
والمهم :
ان نجعل لتلاوة القرآن حصةً في جدول أعمالنا اليومي ليجلو بها صَدَأَ القلوب ، ونزداد بها هدىً ومعرفة وثقافة واقـــــترابا من مسارب النور والاستقامة .