كان بإمكاني يا باربرا
أن أفاوض مقاتلي طالبان وأخلصك من زئير الفراغ.
أفرغ مخيالك من ديكور القناصة المرحين.
من العنكبوت الذي يأكل شرايينك أمام مطار كابول.
من رائحة عرق المسدسات الأسيانة.
كان بإمكاني يا باربرا
أن أفاوض السحرة
لتطيري مثل حمامة
باتجاه العش المتدلي في سقيفة قلبي.
كان بإمكاني أن أوقظ ربيع السنة الفائتة.
ليرتدي حلته القشيبة.
ويملأ المرتفعات بأزهار الفانيلا.
يشعل المصابيح ويمسح دموع الأسماك.
كان بإمكاني يا باربرا
أن أهاجم تنين الزمن الضاري
وأخلص ذكرياتنا من قبضته
قاطعا رؤوسه السبعة بفأسي
أنقض الجنازة وأكسر نواقيس المعزين.
أخلص شاة صلواتنا من الغيوم
من الكواسج التي تتربص بالجوار.
كان بإمكاني يا باربرا
أن أقاتل جحافل طالبان المتدافعة
أزجر بوم الصيرورة
وأحطم مراكب اللاجدوى
أشرع باب قلبك وأحرر العبيد.
لكن يا باربرا
ثمة طائر من الشرق القديم
خطف سلة الضوء من عيني الكليلتين.
مفردا جناحيه العملاقين في الأفق
مخلفا كومة متجمدة من الجنون والرماد.

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *