السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات الأعزاء…..
نلتقي اليوم مرة أخرى في مكتبة الحكمة ضمن فعاليتها وأنشطتها الثقافية والفكرية والأدبية والقيمية ومنذ أن بدأت مكتبة الحكمة في بداية التسعينات من القرن الماضي كأكبر مكتبة عربية وأسلامية في أمريكا والتي تحتوي على أكثر من ثلاثين ألف عنوان في كافة مجالات المعرفة والثقافة والآدب ولجميع الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط المجاورة ومفكريها وهي ماضية في مشروعها في رعاية الأدباء والمفكرين والشعراء ومن خلال عرض كتبهم والتوقيع عليها من قبل مؤلفيها وكذلك أحياء المناسبات المهمة السياسية والأجتماعية لزيادة الوعي وتصويب البوصلة نحو الأهداف الأسمى ومنها أحياء ذكرى الأحتفاء باللغة العربية والمرأة والمبدعين بكافة مجالات المعرفة أضافة الى تأبين ذكرى من يرحل عنا لتبقى ذكراه خالدة معنا وذلك عبر مشروعنا الفكري القيمي المرتكزعلى العقل والعدل.
بعد أن وصلنا وأمتنا هذا اليوم من حالة الإحباط المعنوي والسبات المعرفي والذي لا نُحسد عليه وذلك بمقارنة تاريخنا بحاضرنا….وأين موقعنا الآن من باقي الشعوب والأمم ليس في مجال العلوم والتكنلوجيا فقط بل بالعلوم الإنسانية والأداب والفلسفة والفنون. نعم أين كل هذا إذا لم نذهب بعيداً الى زمن بابل وأشور والفراعنة والدولة العباسية… بل في مرحلة القرن الحادي والعشرين، وأين عمالقة الفن العربي في الشعر والرواية والموسيقى والغناء والرسم والنحت وغيرها التي لم تسلم من يد قوى الظلام ليس بالقتل والتكفير فقط بل بهدم كل الآثار ومحاولتهم محو التاريخ الجميل الذي بقى لنا.
فكان لا بد من الرهان على عودة الروح الى الجسد العربي رغم إصرار العديد من الأطراف على موته. ابتداءاً في عودة شعور الفرد والجماعة أي المجتمع بالمشاعر والشعورالإنساني ….بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ….ابتداءاً من الشعور بالحب بدلاً من الحقد والكراهية والشعور بالألم والوجع سواء عند الفرد أو الجماعة من دون حدود الجغرافيا والدين أو القومية والأثنية ….والشعور بالسعادة بما وهبنا الله من حواس خمس التي تكاد تكون قد تحجرت وتكلست وبالتغلب على الغرائز الحيوانية والأنا والحسد والأزدواجية والمراوغة والكذب حيث أنه لابد من تهذيب وترويض النفس البشرية والعاطفة بالقيم والأخلاق والعدل…بما يليق بمكانتنا كبشركرمنا الله بالعقل والمنطق المعرفي في تعاملنا مع الحياة وما تفرزه من مظاهر تجلت بالحضارة والتي ابتدأها الأنسان في الشرق الأوسط وهي في حركة دائمة وبدون هذه الحركة والتقدم تفسد الحياة..مثلها مثل الماء أو حركة الأجرام السماوية بتحركها الى الأمام وليس في التوقف والركود..والذي به سوف تفسد وتنتهي الحياة وما أصاب الأنسان العربي من ضعف المناعة وغزو الفايروسات له من الخارج عندما فُرض عليه تغييب العقل والإستسلام لنظرية الجبر والتي أعتبرته بمنزلة الجماد وهو بذلك حتى أقل من منزلة الحيوان ويجب أن يستسلم للقدر وعدم الإعتراض والتطلع للأمل والطموح كما تريد هذه المدرسة.. ولكن الأبشع هو إصرار قوى الظلام بإعادة عجلة حياة الأنسان العربي المسلم الى الوراء بمئات السنوات وما يعني ذلك من مخالفته لكل قوانين الطبيعة..وطبيعة خلق الأنسان الذي كرمنا الله به عن سوانا من الكائنات من خلال هبة العقل بما يعني من ذكاء منطقي وحب التعلم والعلم ومن خلال حب الفضول والإستطلاع والإستفسارعن ما لا نعرف ونجهل …ولكي نعرف ونتعلم والذي به تم تسلّق الأنسان سلّم الرقي والحضارة لذلك نحن اليوم هنا لكي نقول لا لكل من يريد أن يقول أن الأنسان العربي المسلم قد فقد الشعور بالسعادة والحس الإنساني وأنه قد مات ولهذا لا زلنا نقول الشعر ونكتب الرواية ولا زلنا نفكر بعقول مبدعة في كافة المجالات العلمية والإنسانية ويجب أن نثبت للعالم نحن قوم لا نتغنى بمقولة كان أبي ..بل ها أنا ذا ..ويجب أن ندحض المقولة التي تُروّج عنا بإننا شعب لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم..وإن فهم لا يعمل. والساحة العربية مليئة بالمبدعين الذين يحاربون كل قوى الظلام التي تسعى لتغييبهم عن الساحة. كل ذلك ماهو الأ إيقاد شمعة بدلاً من لعن الظلام والبكاء على الأطلال ولكننا نؤمن كذلك أننا بحاجة الى مزيد من الشموع لكسح هالة الظلام فكان همنا هو تحفيزالمفكرين والمؤسسات ذات الأختصاص لأيقاد مزيد من الشموع لقهرالظلام .. ومنها أمسية هذا اليوم بأستضافة ملتقى مقهى رضا علوان الثقافي بأول أطلالة له في أمريكا والمعروف والمشهود له بجهوده الخيرة في هذا المجال بالعراق وأنطلاقآ من بغداد أضافة الى مراكز أخرى تراثية مهمة كمقهى الزهاوي والشاه بندر وملتقى الدكتورعبدالوهاب الراضي وغيرهم… أن ما يميز مقهى وملتقى رضا علوان الثقافي والذي تأسس عام ألف وتسعمائة وستون من أسرة عراقية بغدادية كرادية أصيلة أبتدأت بمحل بيع القهوة الى أسواق ومقاهي له فروع متعددة في بغداد وغيرها.. والى مكان يجمع بين الأستراحة للعوائل والمثقفين والأدباء والشعراء والطلاب وتقام فيه أمسيات وملتقيات ثقافية للأدب والشعر وتكريم أصحابها وهو جهد يشكرون عليه أحفاد المرحوم رضا علوان الذين توارثوا عمل الخير جيل عبر جيل ويحمل رآيتهم الآن الأستاذ علاء رضا علوان. نتمنى له النجاح والتوفيق في عمله لأيماننا بأن قهر الظلام يحتاج الي أكثر من شمعة وشعلة. وأن باكورة عمله الذي نستضيفه من خلاله هوالألتقاء مع الشاعر والأكاديمي والأعلامي الأستاذ محمد حسين الطريحي الذي ولد في مدينة الكوفة بالعراق ونشأ في أسرة علمية وأدبية بمدينة النجف وتخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة بغداد عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانون وحصل على الماجستير عام ألف وتسعمائة وتسعون وعمل مذيعآ للأخبارفي تلفزيون بغداد وكذلك أستاذاً للنقد الأدبي في كلية الآداب جامعة سبها الليبية ومذيعاً في قناة الحرة الفضائية، ومديراً للمركز الثقافي العراقي في واشنطن سابقاً، كتب الشعر منذ صغره وكان يحفظ دواوين كبارالشعراء، وتأثر بهم سواء القدماء منهم والمعاصرين وخاصة المتنبي والجواهري.. يتميز شعره بألفاظه العربية الجزله والمعاني الهادفة والمتنوعة ومنها الغزل.. كذلك شارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الأدبية والشعرية في العراق وبلدان أخرى، ومن إنتاجاته الأدبية ديوان شعرالبقاء للحب … وديوان شعر أتمنى أن لا أتمنى…. و قصيدة المعلقة بغداد…. ودراسة أكاديمية في البنية الموسيقية في شعر المتنبي وغيرها من أعمال وحصل على الجائزة الأولى في الشعر للجامعات العراقية عام ألف وتسعمائة أثنين وثمانون ولجامعات الخليج عام ألف وتسعمائة أربعة وثمانون وسبق وأن أستضافته مكتبة الحكمة في بداية عام ألفان وخمسة عشر ولكننا نعلم أن لديه المزيد لما سوف يقوله ويعرضه اليوم وكذلك نرحب بالأستاذه سرى رفيق ّشبرالمندوبة التجارية لمؤسسة رضا علوان. ونتمنى لهم النجاح والتوفيق ولكم جمعيآ وقتآ ممتعآ.