-1-

العِظاميون يعيشون على ما بنى أسلافُهم من المجد ويحسبون أنَّ ذلك الميراث كافٍ لجعلهم من أعيان الرجال ..!!

-2-

انهم واهمون فالأصالة والنسب الرفيع يُضفيان على الناهضين بُعْداً يعزز من مكانتهم ،أما الأصفار من الرجال فلن تنفعهم العراقة ولن تقوم بينهم وبين المجد الحقيقي علاقة .

-3-

والملاحظ أنَّ هناك العديد من الأُسر العلمية والدينية العريقة مُنيت بانحسار شعاع أعلامها عن الساحة حيث اختط الأبناء لأنقسهم مساراً مغايرة لمسيرة الآباء .

فانقطع التواصل العلمي والديني بين المعاصرين والراحلين ، وهذا ما يغيّر الكثير من المعادلات .

فالمهم التواصل جيلاً بعد جيل .

-4-

قال ابن الرومي :

اذا الغُصنُ لم يُثمِرْ وانْ كانَ شعبةً

مِنَ الثمراتِ اعَتَدُه الناسُ في الحَطَبْ

انّ مَنْ يملك النسب الوضاح والتاريخ الأُسري الباذخ انما هو بمثابة الغصن من شجرة مثمرة ،

فان كان مثمراً كان محموداً

وان لم يكن كذلك فما هو الاّ بمثابة الحطب، ولن يشفع له تاريخ اُسرتِه الحافل بالأمجاد.

قال شاعر آخر :

فأجدادُنا الغُرُّ قد أسَسُوا

مِنَ المجدِ شُمَّ المباني لنا

فانْ لم نُشِدْها بِمَجْهُودِنا

سينهارُ – والله –ذاك البنا

مباني المجد الشاهقة التي بناها الاسلاف وانتصبت شامخة اذا لم تنم صيانتها بتواصل الجهود في مضمار اكتساب الفضائل والمعارف والمكارم من قبل الأبناء فأنها ستنهار .

-5-

والخلاصة – كما جاءت على لسان شاعر آخر – :

انّ الفتى مَنْ يقولُ : ها أنا ذا

ليس الفتى مَنْ يقولُ : كان أبي

فالكسول المُعّوِلّ على غيره لن يكتب له السمّو في الدرجة ولا العلو في الشأن لنكوصه عن الانتهال من ينابيع العلم والأدب والمعرفة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *