ﺁلمنا كثيراً ما تتناقله بعض وسائل الاعلام بين الحين والاخر قيام البعض بالاساءة الى مرقد ابو حنيفة النعمان ابن ثابت وخصوصاً من اللذين لا يعرفون صاحب هذا المرقد الشريف ودون تحديد الجهة التي تقوم بمثل هذه الافعال الخسيسة , واجد من المناسب التذكير بمواقف هذا الفقيه الشجاعة وما تعرض له من حوادث مؤلمة اودت بحياته لقوله كلمة الحق بين يدي سلطان جائر, و ابو حنيفة النعمان عاصر اواخر الحكم الاموي وبداية الخلافة العباسية لاقى خلالها اشد انواع العذاب والمعاملة القاسية واجهها بعمق الايمان وصلابة الموقف , ففي اواخر الحكم الاموي اراد الوالي يزيد ابن عمر ابن هبيرة يوليه قضاء الكوفة ايام الخليفة الاموي مروان ابن محمد وعند رفضه قام بضربه مائة سوط في كل يوم يضربه عشرة اسواط لاقناعه واجباره على القبول بتوليته , ولما يئس منه اخلى سبيله , وفي العهد العباسي سجنه الخليفة ابو جعفر المنصور وامر بضربه بالسياط حتى تورم راسه لاعتذاره عن تولي قضاء الرصافة, واما مواقفه من العلويين فكانت مناصرته لهم دائماً وقد وقف في العهد الاموي الى جانب الامام زيد ابن علي في ثورته والذي صلب وعلقت جثته ثلاثة ايام بعد اخماد ثورته , وابو حنيفة النعمان تربى في المدرسة العلوية على يد الامام جعفر الصادق وقولته الشهيرة ( لولا السنتان لهلك النعمان) وموقفه الجريء مع الثائر من ال البيت الامام ابراهيم ابن عبدالله ابن الحسن ابن الحسن ابن علي ابن ابي طالب واخيه محمد ذو النفس الزكية ووصيته الى الامام والتي جاء فيها ( ان غزوة مع ابراهيم افضل من خمسين حجة بعد حجة الاسلام ولولا ان ودائع الناس عندي كثيرة لالتحقت معه) ووقوع هذه الرسالة بيد الخليفة ابو جعفر المنصور مما اغاضه كثيراً متوعداً ابو حنيفة النعمان اشد انواع العذاب وهذا ما حصل لاحقاً , ماذكرناه عن هذا الفقيه العادل غيض من فيض و يدلل على عمق الايمان.
رحم الله ابا حنيفة النعمان ورضي الله عنه مصداقاً لقوله تعالى ( يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) وهو الذي لم يقف يوماً على ابواب الخلفاء والولاة طلباً للمال والجاه رافضاً الظلم مصداقاً لقوله تعالى ( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار).