وكأننا كنا في غفلة من أمرنا ونحن نعيش أروع وأجمل سنين عمرنا، حيث الرخاء الاقتصادي الكبير، والبناء والنهضة العمرانية في كل شيء، التي شملت ربوع وطننا الغالي، والخيرات الطبيعية تحت الأرض وفوقها، التي كانت تفيض على جميع العالم، دون التساؤل لماذا، التعليم كان الأول، مكافحة الأمية أتت أكلها، مجانية التعليم، الصحة في أتمها، التجارة فائض عن الحاجة بمئات المرات، والصادرات كثيرة، وإستيراد الأجهزة المنزلية والدقيقة من المناشيء اليابانية فقط، الدينار العراقي كان مسيطر على السوق العالمي، الثقافة والفنون والأدب والصحافة في مستواها الكبير والسريع التي تربوا إليه أعين الرموز العربية والعالمية، حتى نهرا دجلة والفرات كانت تفيض سنوياً.. و.. و.. إلخ.. كانت هنالك دول، لا تريد لعراقنا الناهض الجديد، أو الوليد الذي يبشر بالخير والبركة، أن يكبر ويأخذ حجمه الطبيعي بين الأمم.. ليخرج من شرنقة الفقر والبداية إلى القفز العالي والصحيح، في النهوض السريع والمعاصر. لم يخطر في بال أي عراقي كبيراً كان أو صغيراً، مثقفاً أو أمياً، سياسياً أو مستقلاً.. أنه سيكون في يوم ما من العز والجاه والغنى إلى تحت أرذل خط الفقر المدقع. هذا.. هو العراق العظيم وشعبه الأبي، الذي كان بين ذلك الزمن ويوم 22/ أيلول/ 1980، هو «الخط الفاصل» لبداية المأساة الإنسانية المتواصلة… حتى كتابة هذه الحروف في أيلول من العام 2023، وما تزال