يعد الفيس بوك من التطبيقات المهمة والمستخدمة بكثرة في مجال التعليم في العراق ولهذا يعتمد الطلبة في الحصول على كل ما يخص التعليم من هذا التطبيق اكثر من بقية التطبيقات لأن نشوءه تزامن مع ازدياد اعداد الكليات في العراق وكان حينذاك الاكثر شيوعاً واستخدماً من قبل الكثيرين لهذا اعتمدت الكثير من الجامعات والكليات ان يكون وسيط بينها وبين الطلبة, ولهذا اصبح لكل الكليات العراقية سواء الحكومية والاهلية صفحة رسمية تحمل اسمها الصريح, وتنشر فيها الاخبار المتعلقة بموعد الدوام الرسمي او جداول الامتحانات وتوقيتها, وحتى النتائج في بعض الاحيان كنتائج الامتحان التنافسي لطلبة الدراسات العليا, والاخبار العاجلة في حالة العطلة الرسمية لأي مناسبة او سبب طارىء, وقد تنشر لقاءات رئيس الجامعة او عميد الكلية او رئيس القسم بأشخاص من جهات رسمية او مقابلات الطلبة, فضلاً عن نشر اخبار نشاطات الطلبة بمختلف المجالات. وعلى الرغم من الايجابيات والفائدة التي تقدمها ادارة هذه الصفحات, الا ان هناك بعض السلبيات المتعلقة ببعض ممن يديرها, اذ لوحظ ان بعض الكليات تنشر اخبار لا علاقة لها بالجهة الرسمية التي تمثلها, بل اخبار خاصة جداً متعلقة بأقارب بعض الموظفين في الكلية من تدريسيين واداريين, فعلى سبيل المثال, نشرت احدى الكليات خبراً مفاده: « ننعى وفاة المغفورة لها عمة, عميد الكلية ……» , وخبر اخر في كلية ثانية : « نتقدم بالمواساة للزميلة (…) لوفاة اخيها ….», وكلية اخرى تنشر: « ننعى والد الاستاذ (…) نتيجة مضاعفات كورونا…».
هدف المسؤول
هكذا نوع من الاخبار وان كان هدف المسؤول على هذه الصفحات ينم على الطيبة والاحساس بالواجب لتقديم العزاء وهذه صفة يتسم بها غالبية العراقيين عند وفاة اي شخص بتقديم الدعم المعنوي, والمادي ان اقتضت الحاجة, الا انه في حالة الصفحات الرسمية للكليات يبدو الامر خرج عن نطاق الرسمية واصبح اكثر خصوصية, وهذا افقد سمة هذه الصفحات وهدفها في ان تكون موجهة للطلبة وتقديم الخدمات لهم من خلال اعلامهم بكل ما يهمهم بمجال الدراسة.
ولا بأس من نشر اخبار مثل حالات وفاة في حال كان الشخص المتوفي (استاذ, اداري, طالب) تابع للكلية لأنه جزء من هذه المؤسسة, وليس نشر اخبار متعلقة بذويهم, والتي يستطيع اي شخص ان ينشرها في صفحته الخاصة, فمثلاً في حالة العميد الذي توفيت عمته-كما ذكرنا- يستطيع ان ينشر هذا الخبر في صفحته الخاصة ومن المؤكد ان اغلب الموجودين في صفحته الشخصية في الفيس بوك هم اقارب وزملاء العمل, والجميع سيعلم بحالة الوفاة وسيقدموا واجب العزاء, مثلما يفعل غالبية الناس ممن يملكون حساب خاص في مواقع التواصل الاجتماعي-الفيس بوك.
ان الاهتمام بأدراة محتوى الصفحات الخاصة بالكليات والجامعات, مهمة جداً لأنها انعكاس للادارة الصحيحة للكلية بكل اقسامها, وان اهمال موقع الكلية في الفيس بوك او اي تطبيق اخر, ونشر فيه اي اخبار مثل تلك المتعلقة بخصوصيات الكادر, دليل ضعف المعرفة بنظام ادارة محتوى هكذا نوع من الصفحات, فتصبح مثل بقية الصفحات الموجهة للجمهور العام, التي تنشر اخبار متباينة من هنا وهناك لمجرد حصد عشرات او مئات الاعجابات والتعليقات, لهذا من المفترض ان يكون هناك مسؤولية في أختيار الاشخاص المناسبين لأدارة هذه الصفحات, وتحديد الضوابط المتعلقة بنشر المحتوى المناسب والمتعلقة بهدف هذه الصفحات, ولا بأس بتثقيف القائمين على هذه الصفحات بين فترة واخرى من قبل اشخاص مختصين, لتنظيم امور المؤسسة التعليمية والتي تعتبر هذه الصفحات جزء منها, لأن تنظيم وتحديد سياسة عملها ينعكس ايجاباً على الكلية او الجامعة, وتسهم في تثقيف المؤسسة في معرفة النظام.