يبدو ان الموت ينتظر مستعجلا لالتقاط الصور مع ضحايا بغديدا ،والمفارقة انه لم يكن رحيماً بالفتك بارواح الابرياء وشرساً شرها عندما لامست النيران اجسادهم الطاهرة بسرعة البرق، وكأنه لا يريد التأخير عن جدول اعمال خطف الارواح لان لديه مهام اخرى بمناطق مختلفة من العالم ، لكننا في كل الاوقات تكون لنا الاولوية والصدارة في التراجيديا والكوميديا السوداء والحزن الذي لا يمكن ان نتخلص منه حتى وان كانت هنالك لحظات عامرة بالفرح والسعادة ،فلابد ان يتخللها الوجل والقلق من حدوث مالايحمد عقباه.

كنت اتساءل دوماً لماذا لم تتحقق لدينا سياسة الردع الاستباقي بالتعامل مع جميع القضايا المفصلية والمحورية الوطنية كما تفعل دول العالم ، ولماذا لاتوجد لدينا مراكز ودوائر فاعلة للتعامل مع حدوث الكوارث والازمات والكوارث الطبيعية التي هي ليست ببعيد ان تحدث معنا مستقبلاً نتيجة التغييرات المناخية التي بدأت تعصف بالكوكب، ومالذي يمنع من ان يتبنى مجلس النواب مقترح مشروع قانون حماية المواطن والحفاظ على قيمته المادية والمعنوية سواء كان في داخل العراق او خارجه ،

ينبغي اليوم استخلاص الدروس والعبر من جميع القضايا والمشاكل التي عصفت بالعراق منذ عام ٢٠٠٣ ، والذهاب الى نوايا جادة وصادقة بتحقيق استراتيجيات نوعية ورسم خطط واضحة المعالم في جميع المفاصل الاساسية للدولة، لان حادثة الحمدانية تستدعي اعادة المراجعة وتقييم الاداء وتصحيح الاخطاء والانتكاسات والفشل، والوقوف بحزم ازاء الكشف عن المسببات والملابسات التي تقف خلف هكذا فواجع ، واعادة العمل بمكاتب المفتشين العموميين اصبحت اليوم ضرورة ملحة وحتمية تحقق لنا نظرية التحرك الاستباقي قبل وقوع الحدث الذي دوما يترك بعده بصمات واضحة للفساد .

انتهى ..

خارج النص / بلغت اعداد الحرائق في عام ٢٠٢٢ اكثر من ٣٢٤٧٧ حريق، وانخفضت بما يعادل ٢٠٪؜ في عام ٢٠٢٣ الى ١٩.٠٠٠ حريق تقريباً .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *