قبل أن تتهمني أنني أتجاوز حدودي بانتقاد الكتاب والمؤلفين العراقيين ارجو إكمال قراءة المقال حتى نهايته.
بالامس وأنا اتصفح أحد وسائل الميديا صادفني مقطع لمجموعة من الكتاب والمدونين العراقيين يتحدثون فيه عن الكتابة والتأليف والنشر في فيسبوك وتويتر والصحف والمجلات.
واستوقفني كلامهم واصابني بالصدمة الكبرى عندما صرح بعضهم وقال بالحرف الواحد (انني أكتب من أجل أن أحصل على تعليقاتكم واعجاباتكم) والصدمة الأشد أن أغلب الجالسين أيدوه ولم يعترض عليه أحد !
وكان بودي أن أكون بينهم في تلك اللحظات لاطرح عليهم الاسئلة الاتية :
اين الرسالية التي تعلمناها في بداية سيرنا بهذا الطريق الثقافي الإجتماعي المهم؟
كيف تكون نظرة الناس إلينا وهم ينتظرون منا انقاذهم من الجهل والتجهيل و قيادة ثورة التغيير الفكري في هذا الزمن الذي يحتاج إلى الفكر والثقافة والتنوير أكثر من أي وقت بسبب الهجوم الكاسح لوسائل التواصل الاجتماعي والأفكار الغربية التي تثير الجدل وتحتاج إلى شرح وفهم وتوجيه وتعليم وتثقيف وتوعية.
ان المجتمعات ما تحررت إلا بأفكار فلاسفتها الرساليين ومفكريها وكتابها التنويريين الثوريين ، ومن امثالهم الفيلسوف الفرنسي المهم “جان جاك روسو” و مواطنه “فولتير” وزعيم الثورة الاشتراكية الألماني”كارل ماركس” ومواطنه عالم الإجتماع ماكس فيبر ، وصولاً إلى الشرق الأوسط حيث رائد علم الإجتماع العراقي الدكتور علي الوردي الذي ما زالت مؤلفاته حاضرة في كل معارض الكتب على الرغم من مرور أكثر من خمسين عاما على تأليفها ، وكذلك منظري الثورة الإيرانية علي شريعتي ومنتظر مطهري ومحمد باقر الصدر الذين أثروا الساحة الإسلامية بأفكارهم الثورية وغيرهم الكثير من الكتاب والمؤلفين الذين كانوا من أسباب الثورات العظيمة التي غيرت تأريخ بلدانهم.
فهل البحث عن اعجاب وعن لايك هو غايتنا بعد ان كانت غاية الكتابة تغيير الشعوب والحكومات وتهيأة الأرضية للانقلاب على الواقع البائس؟
وهل من الرسالية والمنهج الثوري أن يقول أصحابها أن هدفنا الشهرة والمال والبحث عن الاحترام والتقدير فقط ؟
فإذا كان أهل الفكر النير بهذه العقلية فما شيمة أهل التفاهة والتجهيل والتوهين الفكري الذين امتلأت بهم وسائل التواصل ووسائل الإعلام !
ثم نسألهم سؤالاً وجيها:
اين ما قرأناه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة ومقولات عظام الأولياء والصالحين والمفكرين حول الواجب الملقى على عاتقنا؟!
كم آية في القرآن الكريم تبدأ ب يا أيها الذين آمنوا وبعدها تطالبهم بنشر الخير والثقافة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
الم يقل النبي أن من رأى منكم منكراً فليغيره بيده أو بلسانه.. ام اكتفينا بأضعف الإيمان؟!
فهل هناك منكر أكثر مما هو موجود الآن ؟!
هل هذا هو أوان الإنسحاب من التكليف الرسالي ؟!
أخبروني يا أصحاب الفكر والثقافة والتنوير ، هل ننسحب ونتركها للتافهين لكي يمشي نظام التفاهة على خطته المرسومة!
صدمتي كبيرة بكم !
فالشعب ينتظر أن تكونوا (روسو) العراق أو (شريعته) أو (ورديه)
.