حادث أخر يذهب ضحيته المئات.مكان صغير معزول في حدوده الجغرافية,وفي طبيعة تكوينه الديني لكنه ليس بمعزل عن الخراب اليومي الذي يأكلنا بلا رحمة.
عرس يتحول الى فاجعة.ما معنى هذا؟
سيقول احدهم مصيبة كبرى.واخر يقول فوضى,لكن افضل اجابة تاتي من السياسي الذي يبادر الى اعلان الحداد,واعتبار الضحايا شهداء.
هذا كل يفعله سياسيونا عند وقوع كارثة هنا او هناك.انهم محصنون ضد القلق والحزن الذي دمر عشرات العوائل التي تشعر انها بلا عزاء.وفي النهاية يوجد من توجه اصابع الاتهام اليه.
ما الذي ينقصنا في حقيقة الامر؟
اظن تنقصنا اشياء كثيرة اولها العمل بصدق.هذه الميزة التي نغفدها في حياتنا.الصدق.ترى ما يستطيع ان يقول لي ما هو الصدق في السياسة,وما الصدق في الايمان,وما الصدق الطب,وما الصدق في الشعر.؟كل هذه الاسئلة تكشف اننا في حاجة ماسة الى شيء ما نفتقر اليه.وهذا الشيء هو:المواساة.نعم يستطيع الطبيب ان يواسي مريضه حين يستمع اليه جيدا,وحين لا يرفعا اجرة كشفه لحد اعلى فيحس المريض بان الطبيب يواسيه.
كذلك يمكن لرجل الدين ان يواسي مصليه حين يعيش مثلهم,ولا يتجاوز على حقوق الاخرين.ويقدم لهم المساعدة ما استطاع,
ثم تاتي مواساة السياسي وهذه مهمة جدا لان السياسي عليه ان يواسي ابناء شعبه بطريقة مختلفة.اذا احس السياسي بانه قلق,وغير مرتاح ولا يتمتع بمنصبه,وانه سيحاسب,وان نومه مضطرب، واكله غير منتظم فهذا السياسي يواسي شـــــعبه باسلوب انساني حضاري.فهل هناك من سيقوم بهذا الدور.سؤال منطقي جدا.