الشائع لدينا ، أن الاستثمار يعني جلب رؤوس أموال أجنبية وفسح المجال رحبا لتأخذ دورها في التنمية ، وللأمر شئ قليل جدا من الصحة ، ذلك أن الاستثمار في مبادئ الاقتصاد يعني توظـــــــيف الرساميل الوطنية لإنتاج الخيرات ، أي أن الاستثمار يعني الإنتـــــــــتاج ، وفي العادة الإنتاج في الخامات الوطنية المتاحة.
كما هو الحال في الصناعة ، أو الاستغلال الأمثل للأيدي العاملة والأرض في قطاع الزراعة ، والعمة النخلة تشكو الاغتيال في بلادنا منذ حروب النظام السابق ،وتشكو الإهمال في النظام اللاحق ، والسؤال اين المستثمر لتمورنا صناعيا ، اين المستثمر لمناخنا في زراعة الفسائل ، اين دور الشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور ، وهي قطاع مختلط تابعة لوزارة التجارة ، لانرى لها كما كانت هيئة التمور في الستينات إنتاجا يملأ الأسواق ينافس المستورد ويضع حدا لإهانة النخيل الذي سمي لكثرته عراقنا بأرض السواد ، أن ما تعانيه النخلة البوم ، هو الاغتيال تمهيدا للاستثمار في الاسكان ، وهكذا تجرف ارض البستان لتحل محله عمارة الغني البطران ، وها هي اراضي محيط بغداد وبساتينها صارت عرضة للابادة تحت حجج الاستثمار المملة والمعادة ، فلتمت النخلة ولتمت صناعة التمور تحت راية المستورد الغيور ، ولافتة الاستثمار المبتور ..