يستذكر الكثير من القوى المدنية ايام انتفاضة تشرين.. من دون نقد التجربة بتحويل عنوانها الى هوية التغيير المنشود ..كيف ولماذا؟؟
ربما فقدت تشرين الانتفاضة امال تجددها وسط قهر مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية.. لكن جذوة المطالبة بالتغيير المقبل ان شاءالله تبقى حقيقة تقض مضجع المحاصصة ونظامها الفاشل .
لذلك لابد من ثقافة نقد الذات التشرينية ان صح التعبير .. وهذا يتطلب :
اولا : محاكاة القوى التي وصلت لمجلس النواب بعنوان تشرين وانتفاضتها .. وما يمكن ان يتطور في هذه المحاكاة لجمهورها في توحيد الصفوف والخروج من شرنقة الانوية الشخصية والمتحزبة الى فضاءات الاغلبية الصامتة لطرق ابواب مجلس النواب المقبل.
ثانيا : أهمية تحويل الشخوص والتنظيمات من الحالة الظرفية الفردية الى الحالة الاستراتيجية الوطنية الدائمة.. وهذا يتطلب ادراك حقيقة ان الاغلبية الصامتة الرافضة لنظام مفاسد المحاصصة تنتظر من هذه القوى تحركا شعبيا مقبلا بهوية عراق واحد وطن الجميع .. بما يبلور منهاج برنامج التوعية والتثقيف للتحشيد والمناصرة لاوسع وقوف شعبي امام صندوق الاقتراع في الانتخابات المقبلة وربما تكون انتخابات مجالس المحافظات نوعا من الاختبار الواقعي لاليات العمل السياسي المنتظر .
ثالثا : اعادة النظر الشاملة في ادارة التحالفات الانتخابية بما يفصل بشكل مباشر وصريح بين قوى مفاسد المحاصصة وبين قوى انتفاضة تشرين المتجددة .. مثل هذا الفصل يعد المطلب الأكيد والاساس لقوى الاغلبية الصامتة.
رابعا: اي مسعى من اي حزب او قوى داخل العملية السياسية تعاملت مع جغرافية مفاسد المحاصصة وتسعى لردم الفجوة بينها وبين الاغلبية الصامتة تتطلب الاعتراف بالحق المتبادل نحو التغيير المنشود عبر صناديق الاقتراع .. وهذا لا يكون بالوعود والكلام المسعول بل من خلال اتفاق سياسي وطني يعلن عن نفسه ويحظى بموافقة الاغلبية الصامتة.
خامسا : هناك حاجة ملحة للانتهاء من صياغة اعلان دستوري اجتماعي جديد تسعى قوى تشرين الى تنفيذه للخروج من معطف واثقال مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات الى فضاءات عراق واحد وطن الجميع.. وهناك بوادر حقيقية لإنجاز مثل هذا المشروع.
سادسا : على قوى تشرين تجديد اعلان طهارة اليد من المال العام بالكشف عن الذمة المالية ..والدعوة لتطبيق معايير الحوكمة واليات نزاهة الانتخابات المقبلة..على بقية الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم.
هذا غيض من فيض ما يمكن ان يكون فعلا وليس قولا.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!