شتان مابين ما بين أن تسمع وما بين أن ترى وتنظر الحقيقة بعينيك. نتيجة اخافات سابقة فقد المواطن العراقي ثقته بالمنظومة السياسية والحكومات المتعاقبة ولكن هناك من لم يفقد الأمل وتراه يتمسك بأي محاولة للنهوض بالواقع المتردي فكم من مشروع تم انجازه في الوهم وكم من حجر اساس وضع لمشروع أضحى أثرا بعد عين. ورت الحكومة الحالية مشروع الفاو عن حكومة سابقة وفقد العراقيون ثقتهم نتيجة الأخطاء السابقة بعدم انجاز المشروع ولكن!!! منذ تولي حكومة السوداني زمام الأمور قدمت برنامجا حكوميا هادفا فأصرت على دعم القائمين لانجاز مشروع الفاو الكبير وطريق التنمية الاستراتيجية وعدد كبير من المشاريع التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن وكانت هجمات من قوى داخلية وخارجية تشكك بانجاز مشروع الفاو بموعده كما حاربت سرا وعلنا طريق التنمية وكنا ككل عراقي يسمع من الطرفين ولكن عندما التقينا أكثر من مرة بمستشار رئيس الوزراء الأسدي المشرف على مشروع طريق التنمية أزاح الغموض واللغط حول الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع الاستراتيجي الكبير وكان يؤكد دوما على أن انجاز مشروع الفاو الكبير سيسهم بشكل مباشر بانجاح طريق التنمية وكانت جهود وزير النقل والمواصلات واضحة جدا في انجاز ميناء الفاو الكبير وطريق التنمية وراهن على تذليل كل الصعاب لاتمام هذه المهام التي ستكون انجازا يلمسه المواطن العراقي وينوع من مصادر الدخل القومي ومابين الفاو وطريق التنمية كانت جهود الاستاذ يونس الكعبي مدير عام سكك الحديد واضحة جدا فهو يواصل الليل بالنهار من أجل بناء سكك حديد متطورة لنقل البضائع والاشخاص من وإلى الفاو إلى تركيا عبر فيشخابور تعددت اللقاءات التي كان الشرح فيها نظريا عن ميناء الفاو وطريق التنمية ولكن سنحت لنا الفرصة لنكون ضمن وفد وزارة النقل والمواصلات لزيارة الميناء وطريق التنمية برفقة السيد يونس الكعبي وبالرغم من التعب والارهاق الشديد لسفرنا بالقطار المتوجه من بغداد للبصرة لكن كان الهدف يستحق التعب وخلال جولة استمرت ثلاثة ايام اطلعنا على ميناء ام قصر المخصص لنقل النفط والمنتجات النفطية والنفق المغمور وميناء الفاو الكبير واالخطوات الأولى طريق التنمية البري اندهشنا باصرار المسؤولين على النهوض بواقع الموانئ العراقية وتطلعاتهم لجعل الموانئ العراقي تضاهي الموانئ العالمية كما اعجبنا بنسب انجاز ميناء الفاو والذي تعدى نسبة ٦٥٪ واستمعنا لشرح مفصل للمشرفين ومدراء هذه المشاريع وكم شعرت بالفخر والزهو وأنا استمع لشرح المهندس عن النفق المغمور والذي سيختصر مسافة ١٥٠ كم بكيلومترين فقط وعندما تجولنا بالزوارق النهرية مع مدير الموانئ الفرطوسي شعرت وهو يصف لنا مراحل الانجاز كمن يفتخر بابنه او يشرح عن قطعة من قلبه وأدهشني حقا ثقته بنفسه واصراره انجاز المشروع ووقوفه بصلابة بوجه كل التحديات وشرح لنا عن مساحة كبيرة قرب الميناء ستكون مدينة صناعية ومطارا وفنادقا ستوفر آلاف الفرص لأبناء العراق العطيم. وفي طريق التنمية حاورت المهندس الكوري وشاركني الحوار مهندسا باكستانيا وتخيلت نفسي وأنا أسافر من البصرة لتركيا على متن سكك حديد حديثة بوقت قياسي اسرع من السفر بالسيارة ورسمت طريقا عريضا يتسع لست سيارات ذهابا ومثلها إيابا وعلى طول الطريق محطات استراحة حديثة ومشاريع صناعية وزراعية من جهة تمد الخزينة بمصدر جديد ومن جهة تنهض بواقع العراق في مجال النقل البري والسككي وتستوعب الكثير من العاطلين عن العمل. اختتمت الرحلة بندوة استعرض فيها الاستاذ يونس الكعبي الذي لايمل من شرح مراحل طريق التنمية ومدى اهميته للعراق والعراقيين وضرورة مساندة الحكومة وعدم التفريط بهذا المشروع الكبير والوقوف بوجه الجهات المغرضة التي لا تريد للعراق النهوض من جديد. ختاما أرى لزاما على الجميع دعم كل القوى الوطنية الشريفة التي نذرت نفسها لخدمة العراق وما هي إلا شهور قليلة لتنجز هذه المشاريع التي كانت حلما يوما ما وسيأتي الغد الذي يتحول فيه الحلم إلى حقيقة يحصد ثمرتها الجميع.