عندما طغى البشر وجاهروا بكفرهم فار التنور وجاء الطوفان العظيم ليقتلعهم من جذورهم.
هكذا هم اتباع الحق المدافعين عن الحرية المؤمنين بأنفسهم الواثقين بقدراتهم طوفان حطم مقولة الجيش الذي يقهر حيث معركة مكتملة الأركان تخطيط محكم ومباغتة سريعة واختيار دقيق للتتفيذ وتنظيم عالي المستوى وحماس واندفاع لا مثيل له وهجوم أرضي بحري جوي وبسرية تامة لتحديد ساعة الصفر رافقها هجوم سبارني واندفاع نحو مختلف المستوطنات في غلاف غزة أربك العدو وجعله في حالة صدمة. انتصارات متوالية لابطال المقاومة بكل مسمياتها وشعور بالخزي والعار والخذلان أصابت العدو الذي أعترف بأنه ذاق طعم الهزيمة في ذات اليوم الذي اذل فيه العرب الصهاينة عام ١٩٧٣.
ربما فارق العدة والعدد والفارق الكبير في الدعم اللوجستي المادي والمعنوي الذي يتلقاه الكيان الصهيوني من الاستكبار العالمي والشيطان الأكبر وكثير من الدول التي يحكمها حكام صهاينة ماسونيين يتحكم بهم اصحاب المال من الصهاينة والذين يعلمون جيدا ان تحرير فلسطين سيحرمهم من السيطرة على الدول العربية وثرواتها ومقدراتها. الشعوب العربية احتفلت وآزرت النصر المؤزر للمقاومة الفلسطينية وطلبت بفتوى الجهاد لتحرير القدس والجولان وكل الأراضي العربية المغتصبة ونددوا بالحكام الخونة الذين انبطحوا أمام الكيان المحتل وفتحوا سفارات للكيان في العواصم العربية وطالبوا باغلاق تلك السفارات وكانت الدعوات بالنصر مؤلمة جدا فالشرفاء يرفعون اليد للباري عز وجل لنصرة اخوتنا المجاهدين في فلسطين بينما هناك أصوات نشاز من بعض خنازير الجزيرة يدعون بالنصر لأخوتهم الصهاينة.
وللمرة الأولى منذ نصف قرن يعترف الكيان بأن كثيرا من المستوطنات أضحت خارج السيطرة لأن المعارك مازالت مستمرة فابطال المقاومة مستمرين في مقاومة المحتل وهناك حرب شوارع عجز الصهاينة من مقاومتها نظرا للحرفية العالية التي يتمتع بها المقاومين. هذه المعركة كشفت زيف ادعاءات الصهاينة ومدى جبنهم فالمعركة كانت معركة استخباراتية من الطراز الأول حيث استغل المقاومون عطلة عيد بهجة التوراة اليهودي وشنو هجوما بدأ بسلسلة صواريخ بلغت ٥٠٠٠ صاروخا ظن الصهاينة أنه هجوم ستتصدى له القبة الحديدية ولم يكن بالحسبان أن الهاونات ستدك المستوطنات الموجودة في غلاف غزة رافق هجوم الهاونات هجوما جويا بطائرات شراعية تم تصميمها محليا وهجوما بحريا واقتحاما للجدار العازل لأكثر من ألف مقاتل توجهوا نحو ٧ مستوطنات واستهدفوا مراكز شرطة ومواقع للجيش الصهيوني وهجوما سبرايني قطع الاتصالات وشل حركة العدو الغاصب وتمكن الابطال خلال هجومهم المباغت أسر العديد من الصهاينة وغنموا كثيرا من الآليات الحربية ودمروا منها الكثير ودخلوا في حرب شوارع اوقعوا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات تكبدها الكيان الصهيوني. فرغت المستوطنات من ساكنيها ولأول مرة منذ عام ١٩٤٨ نشاهد نزوح وهروب ولجوء للصهاينة الذين تركوا الارض التي احتلوها وهربوا للمطارات للعودة لبلدانهم التي جاءوا منها ومن لم يستطع اصبح لاجئا في مدينة أخرى من مدن الكيان الصهيوني المحتل. إن التطور الكبير في الصناعة العسكرية لدى المقاومة التي نجحت في استهداف مناطق استراتيجية لامتلاكها صواريخ يصل مداها لمئتين كيلو متر وطائرات مسيرة للرصد والاستطلاع والهجوم وتصنيع صواريخ قريبة المدى والروح القتالية العالية لابطال المقاومة سيغير من المعادلة في قادم الايام ولا أظن أن المعركة ستنتهي بسهولة فثمرة هذه المعركة ستؤتي أوكلها عما قريب فسنشهد تبادل للأسرى الفلسطينيين المحجوزين في سجون العدو منذ سنوات مع جثث الصهاينة وأسرى الصهاينة لدى ابطال المقاومة كما ستكبح تلك المعركة لجام المحتل وستجعله يفكر ألف مرة قبل أن يفكر في التمادي في غيه وسيعيد المسألة الفلسطينية كقضية توحد المسلمين والعرب وربما سيتنازل الصهاينة مجبورين اذلاء لبعض مطالب ابطال المقاومة.
لذلك لابد على كل مسلم وكل انسان وطني غيور عربي كان أم من أي قومية أخرى أن يهب لنصرة أخواننا في فلسطين المحتلة ولابد من دعم المقاومة الشريفة ماديا ومعنويا ولابد على كل الفعاليات الجماهيرية وحكومات ووسائل اعلام ومدارس ومنظمات مجتمع مدني وعشائر وخطباء جوامع تكثيف الجهود للتعريف بالقضية الفلسطنية كقضية مصيرية وكشف الحقائق للجيل الجديد وتعرية المحتل وكذبه وكل الحكام الخونة الذين باعوا القضية وهرلوا للارتماء بأحضان العدو الغاشم. مازالت المعركة المستمرة وهذا الانتصار الكبير أثبت للجميع بأن الحقوق تنتزع لا تمنح وأن ساعة النصر والتحرير قريبة بإذن الله تعالي تصديقا لقوله تعالى :- (بسم الله الرحمن الرحيم : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا) فهاهم عباد الله المؤمنين به أولي بأس شديد اقتحموا الديار وحققوا النصر المؤزر.
تحيا فلسطين العربية حرة أبية تحية حب وتقدير لأبطال المقاومة ونحن معكم قلبا وقالبا نؤمن بأن النصر آت ولن يخلف الله وعده.