مع تطور العلوم والتكنولوجيا تطورت معها قابليات الانسان وازداد افق التصور والخيال حتى وصل الى اعداد وتصميم وتشغيل البرامج والبرمجيات التي تحاكي الانسان. الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوز التوقعات، فقد اصبح الانسان الالي بديل البشري في كثير من مجالات العمل واصبح تنفيذ عمل معين لا يحتاج الى جهد وتواجد بشري وانما يكفي استخدام الذكاء الاصطناعي لذلك. في باديء الامر كان ذلك مقبولا لكن عندما يتحول الذكاء الاصطناعي الى بديل للانسان هنا تكون علامة استفهام كبيرة. استوقفني ما قاله احد الباحثين وهو الاستاذ الدكتور احمد الجنابي في بحثه الموسوم « الذكاء الاصطناعي عدو ام صديق » والمنشور في مركز تريندز للبحوث والدراسات ، فتوقفت عند العنوان كثيرا، فقد ابدع الجنابي، وهو ايضا عضوا استشاريا في المركز، في اختيار العنوان. عندما نطالع تفاصيل البحث نجده يقسم الذكاء الاصطناعي الى ثلاثة اقسام هي المتخصص والعام والفائق، وينبه الى ضرورة الانتباه الى الاخير الذي ربما يتحول الى تفرد جامح فيقول: « وﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن هذا النوع من الذكاء من الممكن أن يؤدي إلى «اﻟﺘﻔﺮد» ونعني به فترة من التطور التكنولوجي الجامح الذي یغیر الإنسانیة «
رغم الايجابيات التي يتصف بها الذكاء الاصطناعي وعديد المهام التي ينجزها والعبء الذي يرفعه عن الانسان الا ان ذلك لا يمنع من وضع حدود وخطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها والا فان النتيجة ان يركن الانسان على الرف لتحل محله الة وبذلك يكون هو عبء وعالة.