إن الهجوم الذي شنّ فصائل المقاومة في فلسطين على اسرائيل ، ما هو الا مخاض لتغييراتٍ سياسية كبيرة قد تحدث استعداداً لوضع حجر أساس خريطة جديدة لهذه المنطقة ، من ضمنها قيام الدولة الفلسطينية.نيرانٌ لاهبة قادمة للمنطقة ، بإعتقادنا سيحل ضيفاً ثقيلاً على تركيا و إيران ولهما نصيب كبير من هذه التغييرات ، وستُحلق بهم نيران هذه الحرب .. أعلنَ الحماس والقسام بهذا الهجوم انتصار رؤية ومبادرة السعودية الساعية بحل القضية الفلسطينية بالطرق السلمية ، وذلك بإقامة دولة عاصمتها القدس الشرقية ؛وإنّ الهجوم الإسرائيلي على غزة جاء رداً لاستنزاف قوة تلك الفصائل التي تحاول جاهداً على اعاقة عملية تحقيق السلام فيها من قبل السعودية.وسط ضجيج رفض المقاومة الصامت بتولي السعودية عملية السلام بمعزلٍ عن ايران وتركيا ، اقدمت الى تحريك اذرُعها لهذا الهجوم بغية اعاقة العمل فيها او المشاركة في اللعبة السياسية القادمة في المنطقة.فالسبيل الوحيد لايقاف حركات الفصائل وشل اذرعهم هو إبعادهم من على الميدان بالتحشيد الدولي و الاقليمي اعلامياً و انسانياً ، لتهدئة الوضع وغلق أبواب الحرب بوجه من يقف وراءهم متحالفاً لتسهيل عملية السلام؛فبنجاحها لن يبقى لا للحماس ولا لايران شعاراً يهتف بها ولا رغيفاً يأكله بدماء الفلسطينيين. وبعيداً عن الباعث الديني و العاطفي تجاه القضية الفلسطينية ، نؤكد بأن ما فعلته فصائل المقاومة بالمعدات و قدراتها المحدودة تجاه الجيش الاسرائيلي غيّرت قواعد اللعب ، بالرغم من انها تُـعد من اقوى جيوش المنطقة بإمكانياتها الإستخباراتية و قدراتها العسكرية ، الا انها اخفقت في حماية شعبها و حدودها و اجواءها معاً من هجوم الفصائل المقاومة في غزة .. بالمقابل نتساءل هل قرار الهجوم على إسرائيل كان مدروساً ؟ ام أن نهراً من دماء أبرياء غزّة دُفـِعَ مهراً وذهب سُدى لدخول فصائل التأريخ و الخروج من الجغرافية؟!