كادت أن تنتهي القضية، وصار العرب يتفاخرون بالقرب من الكيان الصهيوني، لم تعد فلسطين قضيتهم المركزية ولا اسرائيل عدوهم الاول. تم اختلاق عدو جديد: إيران التي تعادي الكيان الغاصب وعملت وسائلهم على توجيه الشعوب الى ذلك (العدو) الوهمي. الايراني وعلى الرغم من كل الذي تعرّض له من (شيطنة) لم ينجر الى تراشقات جانبية واستطاع ان يدعم فصائل المقاومة الفلسطينة التي ابدعت في “طوفان الاقصى” العملية التي غيّرت خرائط عديدة ابرزها:
١- العسكرية: حيث لم يعد للكيان الصهيوني امان بعد تلك العملية المعقدة التي اسقطت اسطورة (الجدار الامني الذكي) وقدمت عرضا اختياريا للقبّة الحديدة، وفشلت تماما في الاختبار. انتصرت المقاومة في الميدان وانتهى الامر، كل ما يجري من جرائم صهيونية هي للتغطية على فضيحة الكيان الكبرى عبر استهداف الاطفال والمرضى ومحطات المياه!
٢- السياسية: على الاقل تم تجميد مسيرة التطبيع بين الكيان وبعض الدول العربية. وما بُني خلال سنوات، تقوّض خلال اقل من اسبوع واحد. وعلى مستوى آخر، صارت فكرة البعد عن الغرب والاتجاه للشرق حقيقة مدعومة جماهيريا. دخول امريكا على خط الازمة عبر دعمها للكيان الصهيوني، سوف يعجّل من انفكاك الارتباط بين الامريكان والشرق الاوسط، الامر الذي سيؤدي بالضرورة إلى تغيير الخريطة السياسية جذريا.
٣- الشعبية: منذ اوسلو بدأ العمل على تذويب القضية الفلسطينية في ضمير الشعوب الاسلامية والعربية.. بات الجواز الاسرائيلي مرحبا به في اغلب المطارات العربية، بينما يهان الجواز الفلسطيني في ذات المطارات. بعد الطوفان برزت من جديد فلسطين كقضية محورية لدى جميع العرب والمسلمين، وهذا اهم انجاز حققته المقاومة في انتصارها الكبير.
عودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة من خلال عملية عسكرية نوعية ضد الكيان الغاصب انهى رسميا الخلافات بين الشعوب، ويمكن ان يزيل التشوّه الذي حلّ بالمنطقة.