يُرْوى أن شيخاً حكيماً أعرابياً يعيش مع أولاده وبناته، لهم إبل وغنم يرعونها ، ولهم كلب اسمه (جاسر) يحمي الغنم من الذئاب.
وفي يوم من الأيام، جاء احد السفهاء وقتل كلب الحراسة (جاسر) ، فذهب إليه أبناؤه وقالوا له: إن سفيها” من الحي المجاور قتل كلبنا (جاسر)!!
فقال : *اذهبوا واقتلوا من قتل (جاسر)* ، فقد *استضعفكم من قتل كلبكم ، و تجرأ باهانتكم* ). فجلس أبنائه يتشاورون ، وكان الابن الأكبر (ثائر ) خارج الحي في تجارة .. لكن ،هل ينفذ الابناء أمر أبيهم بقتل قاتل كلبهم.. اجتمعوا على أن أبيهم كبر وأصابه الخرف في عقله، فكيف يقتلون إنسانا بكلب؟؟؟؟!!! وأهملوا أمر أبيهم.
وبعد مرور ايام ، هجم اللصوص وسرقوا إبل الرجل وغنمه ،ففزع أبناء الرجل الى أبيهم وقالوا إن اللصوص هجموا علينا وسرقوا الإبل والغنم.
فرد عليهم أبيهم، اذهبوا واقتلوا من قتل (جاسر).
فقال ابنائه هذا الرجل أصابه الجنون ,نحدثه عن اللصوص وسرقة الإبل والغنم فيقول اقتلوا قاتل جاسر (الكلب) … *وبعد اسبوع* ، هجمت عليهم قبيلة اخرى ،وسبوا إحدى بنات هذا الشيخ وساقوها معهم ، ففزع الأولاد إلى أبيهم ،وقالوا سُبيت إختنا ، وهاجمونا واستباحوا ديارنا.
فقال لهم أبوهم اقتلوا من قتل (جاسر). عندما عاد الابن الأكبر من السفر، وسمع بما جرى ،
استشاظ غضبا”، وقال : ( *الفعل في قول أبينا* ) ، فقام إلى سيفه واحتمله وذهب إلى قاتل كلبهم (جاسر)، وقطعه و رمى بلحمه إلى الكلاب و هو يقول : ( *طوينا المصاب*،و *بالسيف سيكون الحساب* ).. طارت أخبار قتلهم لقاتل كلبهم (جاسر)، وطافت الأفاق ، فقال اللصوص: إن كانوا قتلوا قاتل كلبهم. فكيف سيفعلون بنا وقد سرقنا إبلهم وغنمهم ؟؟؟!!!! وفي عتمة الليل، تسلل اللصوص وأعادوا الإبل والغنم الى مراعي الرجل .. وعلمت القبيلة المغيرة السابية لبنت الرجل بقتلهم قاتل كلبهم ،فقالوا: إن كانوا قتلوا رجل بكلب فماذا سيفعلون معنا وقد سبينا بنتهم؟؟؟؟!! فاعادوا البنت وخطبوها لابن شيخ قبيلتهم.
العبرة لنا ،عندما تغض الطرف عن بعض حقوقك، سيتجرأ الآخرين على سرقتك في وضح النهار ،لا لشجاعة منهم ،وإنما سكوتك هو الذي منحهم التطاول عليك دون حياء أو خوف.. قاتل لأجل حقك. البروفيسور د ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي