الأمان نعمة ورحمة من الله القدير وهبه لنا لنعيش بسلام ومحبة داخل الوطن والأسرة وحتى في الدوائر واماكن العمل لنكون منتجين ولا يتشتت تفكيرنا ولا تذهب قوتنا في النظر لهذا وذاك خوف الغدر والمباغتة من احدهم ليحصل على غاية في نفسه يقتطعها منا كما إقتطع الكيان الغاصب ارض فلسطين واخذ الجزء الاكبر منها وجعل الشعب في خوف يترقب ولا يعرف للسلام معنى.. فهم لا يجدون الأمان حتى في بيوتهم فلا بد ذات يوم من صاروخ يقتحم عليهم غرفة نومهم او مدارسهم .
فالعدو لا رحمة لديه ولا شفقة ولكن تشاء قدرة الله ان يمد الشباب بالقوة والإرادة فبعد الحجارة صارت لديهم المسيرات التي يستردون بها حق محمد الدرة ذاك الطفل الذي إحتمى بأبيه لكنه سقط شهيدا وهو في ذلك الحال في حضن والده الذي سعى بالدعاء وطلب الرحمة ليظل صغيره على قيد الحياة لكنهم لم يعيروه أي اهتمام.
فالعدو هو من دون رحمة ودون اخلاق ولا يميز الطفل الذي لا حول ولا قوة له من الرجل الذي يقاوم ويحمل الحجارة او قطعة سلاح يحامي بها عن ارضه وعرضه.
وبعد تلك السنوات العشرين يؤخذ حق الشهيد الصغير محمد الدرة وشاء الله ان نرى الذين تسببوا بسقوطه شهيدا يركضون مهرولين محاولين الإختباء من الموت الذي اعطوه له وهو لم يجد الأمان في احن حضن وهو حضن الاب! .
لقد رقدت روحه بأمان عند الأخذ بثأره وثأر كل شاب وإمرأة وطفل لا حول ولا قوة لهم غير الدعاء بأن يرد الله كيد المعتدي عنهم..
اليوم اثلج صدورنا شباب المقاومة الشجعان فقد تقدموا براً وجواً ومن عدة اتجاهات وباغتوا العدو ليذيقوه الويل ولتدور عليهم الدوائر ويروا الخوف بأعينهم ويعلنوا الثبور وينطلق الرعب فيهم الذي اذاقوه لنا اياماً وشهورا وسنوات..
حين جاء طوفان الاقصى الذي وإن لم يستمر وإن لم يحقق النصر الحاسم لكن هذا الطوفان زعزع الكيان وادخل الرعب في قلوب سكانهم وجعلهم يتطايرون ولا يجدون طائرة تنقذهم..
لا بد ايها الصغير ان تدور الدوائر ويشربون الذي غصبونا على شربه وينالون العذاب الذي يستحقونه فهم ليسوا اهل المكان ولا اصحاب الوطن بل هم أناس قدموا من هنا وهناك وإحتلوا الارض التي سقاها ابائنا بدمائهم الطاهرة التي لا بد ان تعود ولا بد ان نرى الإقصى قريباً علينا ونصلي فيه ونترحم على ارواح الشهداء الذين سقطوا على طول تلك السنين.
ها قد عاد عليهم يومك ايها الدرة اللامعة في سماء الطفولة وكما اقسم المجاهدين لا بد ان يعود الحق لأهله مهما طال الوقت وها هو طوفان الاقصى يطوف عليهم ويدخل الرعب في قلوبهم وينصر قوم صبروا وجاهدوا الى ان صار لديهم بدل الحجارة مسيرات طيارة.