لاشك ان العملية العسكرية النوعية التي قام بها أبطال المقاومة الاسلامية في محور فلسطين شكَّلت علامة فارقة في مسيرة الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني على أمتداد خمس وسبعين عاما من الجهاد المستمر . المتابع للشأن الفلسطيني يرى إن الانتفاضات الفلسطينية على إمتداد التاريخ أبتدأت بأمكانات محدودة ، ثم تطورت وأصبحت ستراتيجية جديدة وقوة لا يستهان بها . و هذا ديدن أغلب الثورات التحررية في العالم ، لكن المقاوم الفلسطيني إستطاع ومن خلال فترة وجيزة أن يقلب موازين القوة مع الكيان الصهيوني ويخلق ساحات اشتباك مع العدو لم تخطر في بال المحتل ولم يكن يتوقعها ، وذلك بفضل الله ، وبفضل الدعم الكبير الذي تلقاه من قادة الجمهورية الاسلامية في إيران .
اليوم وبعد مرور أكثر من خمس و سبعون عاما على نكبة احتلال فلسطين من قبل الصهاينة ، وبعد أن أصبحت القضية الفلسطينية نسيا منسيا ، بدأ الكيان الصهيوني الهزيل بضرب كل الاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني ، وحتى ذلك الذي يسمى ظلماً وعدواناً ( قرار حل الدولتين ) سيئ الصيت . بل عَبَر مسالة الاحتلال الى ستراتيجية التطبيع مع البلدان العربية . لذلك شعر قادة المقاومة الفلسطينية بوجوب عودة قضيتهم الى الواجهة مرة اخرى وتقديم قرابين الدم الفلسطيني من أجل أشعار العالم باكمله بمسألتين أثنتين مهمتين :
الأولى ، وجوب حل القضية الفلسطينية على أساس الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني وعدم التفريط بالثوابت الفلسطينية وخصوصا رمزيتها الكبيرة ، القدس الشريف .
والثانية ، هي وقف مسلسل التطبيع مع الدول العربية التي تناست عن قصد جميع الحقوق الفلسطينية الحقة . فكان طوفان الأقصى العملية العسكرية الفلسطينية العالية التكتيك والتي أذهلت العالم بأسره . فكانت رسالة الى الجميع ، وخصوصاً بعد أن تم تحويل مسار الانتفاضة الفلسطينية من واقع الضعف الى واقع الاقتدار العسكري وتنامي قدرات المقاومة بفضل الدعم الكبير الذي تلقاه المقاوم الفلسطيني من قيادات المحور ضد الاستكبار العالمي .
اليوم أثبتت المقاومة الاسلامية الفلسطينية ان جبروت الآلة العسكرية الصهيونية سهلة الاختراق ، وإن العدوا كما وصف من قبل قيادات المحور المقاوم ، هو أوهن من بيت العنكبوت ، وعليه يجب أستثمار هذا النصر المعنوي بترتيب أولويات المحور الفلسطيني ، برغم وحشية وبربرية الكيان الصهيوني الذي ( أبدع ) في قتل المدنيين الابرياء بأبشع جريمة عرفت على مستوى العالم . توحيد الساحات الاسلامية كافة وفتح جبهات مواجهة شاملة مع العدو الصهيوني كفيلة بإعادة التوازن الاستراتيجي الذي ضاع تقريباً في عمليات التطبيع المخزية والمذلة لبعض البلدان العربية .