أتقن حزب الله الحرب النفسية مع اسرائيل، وصدّر جزءا كبيرا منها الى غزة حيث تتعامل الفصائل الفلسطينية في القطاع بكل دقة وتنسيق مع العدوان وتدرس خطواتها بشكل منسق قبل التنفيذ.
هو عنصر المفاجأة الذي يختصر معركة “طوفان غزة” منذ السابع من تشرين الاول، حيث انتظر الاسرائيلي حماس من الانفاق فجاءتهم من الجو، معتمدة التكنولوجيا العسكرية التي وفرتها الدول الداعمة لهذا الطوفان والتي ستظهر تباعا فيما بعد عندما تتكشف خيوط العملية من ألفها الى بائها.
ويمكن التأكيد أن الفصائل المسلحة في غزة تلعب دورها على أكمل وجه، فوزعت الادوار بين الجناحين العسكري الذي يقود المعركة على الارض والسياسي الذي اختبر جيدا المفاوضات وصفقاتها.
وهو ينتظر اشارة الارض قبل الدخول بأي تفصيل لوجستي يتعلق بالاسرى او بمسار العملية.
ورغم قوة الدوحة كعاصمة التوازن بين الاقطاب وقدرتها على ابرام الصفقات لاسيما بين الولايات المتحدة وايران ودورها اليوم في الوصول الى صفقة تبادل الاسرى والتي تعمل عليها بجهد كبير.
الا أن بيروت حجزت موقعها في قلب الصراع الدائر في غزة، وتحولت ضاحيتها الجنوبية الى غرفة عمليات لمحور يمتد من اليمن مزنرا الشرق الاوسط.
وتحولت الانظار العالمية نحو لبنان وتحديدا حزب الله وبات لاطلالة أمينه العام السيد حسن نصرالله أهمية استراتيجية بالنسبة لاسرائيل.
فكانت صورته قبل يومين مع مسؤولي حماس والجهاد الاسلامي في لبنان خير دليل على تفوق الآلة العسكرية على الحقيبة الدبلوماسية.
ومؤشر بالغ الاهمية يؤكد أن الحزب لاعب استراتيجي في المنطقة ودخوله في الحرب يغير التوازنات ويدفع بالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية الى تحريك بوارجها خشية من تكرار سيناريو غلاف غزة على الجبهة الشمالية لاسرائيل.
قيادة حزب الله التي رفعت جهوزيتها عشية السابع من تشرين الاول هي اليوم على أُهبة الاستعداد وجاهزة لمختلف السيناريوهات.
وتحاذر مصادر الحزب الدخول في التفاصيل فالمنطقة برأيها على فوهة بركان وقابلة للاشتعال بأي لحظة، الا أن ذلك لا يمنع القيادة العسكرية في الحزب من ترتيب حساباتها وفق الاولويات الموضوعة من قبل غرفة عمليات محور الحزب…
والتي تشمل الفصائل الفلسطينية في غزة من حماس الى الجهاد الى ألوية ايران في سورية والعراق وصولا الى الحوثيين في اليمن.
حيث بلغ التنسيق ذروته وكانت ترجمته على الارض أعداد هجمات على القواعد الاميركية في سورية والعراق وارباك اسرائيل على الجبهة الجنوبية وارسال الحوثي صواريخه كرسالة واضحة بإمكانية تدخله متى طُلب منه.
وتشدد المصادر على ان الجنوب سيكون مقبرة للجنود الاسرائيليين وأبواب الجحيم ستفتح امامهم لأن الحرب اليوم هي حرب مفاجآت في حال اندلعت.
لأن تداعيات ما يحصل في المنطقة كبير وفي حال لم يكن الحزب على أهبة الاستعداد فعندها لن نتمكن من وقف النيران المشتعلة.