حينما تزل القدم فيعني ذلك أنها سقطة ، وهو أمر لا غرابة فيه اذ أننا جميعا قد تزل أقدامنا ، غير أنه حينما يخلع الحاكم عن عرشه فهي السقطة التي تجرح النفس مهما يكن شكل الحاكم عادلا أم ظالما ، فان كان عادلا حزنت عليه الرعية وان كان ظالما فرحت الرعية .
ان سقطة الحاكم لها دلالة في اعطاء صورة واضحة لسياسته وكيفية تعامله مع الرعية ، فكلما ازداد استبداده ازداد معه صوت المعارضة ، أما اذا نهج ما يرضي الرعية فان صوت المعارضة يخفت الا من حاسدين يريدون الايقاع به .
وسقطة الحاكم هي ضربة موجعة لكبريائه وقدسية العرش الجالس عليه .
وحينما يشهر التاجر افلاسه فهي سقطة مروعة ربما لم يكن قد حسب حسابها .
والمقاتل في ساحة الحرب قد تكون له سقطة ولكنها سقطة بطولة ما أعظمها وما أجلها .
وكل منا قد تكون له سقطة في حياته غير أنه لا بأس أن ينهض بعدها في تكملة المسيرة .
وأصعب السقطات هي سقطة المرأة ، ذلك أن عفة المرأة هي الجوهرة التي لا تضاهيها أية جوهرة أخرى ، فاذا ما تلوثت هذه العفة فقدت المرأة أصالتها وأضاعت قيمتها .
ان سقطة المرأة وصمة عار تظل تلاحقها حتى الرمق الأخير وليس لها من مبرر الا اذا أخذنا بنظر الاعتبار أن أسرتها ومجتمعها فتحا لها أبواب الانحراف .
ونحن ندرك أن المجتمع الشرقي له قيمه ومعتقداته ، وهو بذلك لا يغفر للمرأة سقطتها لان هذه السقطة هي طعنة نجلاء للشرف والعفاف والقيم جميعا .
وسقطة الضمير هي الأخرى مروعة لانها تجرد المرء من كل المعاني النبيلة وتقود صاحبها الى الاستسلام لعوامل الضعف والاذلال لتبدو صورته أسوأ من القبح نفسه فهو تابع لهواه يبيع ذمته بثمن بخس ثم يأخذه الطمع الى الانحدار .
أما سقطة المجتمع فلها أشكالها ، فاذا كانت سقطة أخلاق فانها الكارثة ، وبعبارة أخرى هي لعنة ترمي بنارها وشرها لتحرق الجميع بلا استثناء ، ذلك أن سقطة الأخلاق تمحو الجمال بما فيه من حب وخير واستقامة لتظلل المجتمع سحابة قاتلة تحمل في طياتها الهلع والرعب والدمار .