الثابت على الأرض هو من يؤمن بقضية ، والضعيف الخائف الخاتل بين أكياس البيوت هو الذي لا تربطه
قضية بأرض أو بيت أو شارع ، فاليوم ال -7- من أكتوبر تشرين الأول قلب الكثير من المعادلات وأعاد للنفوس التي كانت تخشى الملمات استقرارها وثبت الايات في مكانها وقلب معادلة التردد الى اقتحام ، وصار الصمت خشية ورعب وهجرة في الجانب الإسرائيلي ، فيما أصبحت الأرض الرملية الغزاوية متاهات للاسرائيليين جيش ومخططين وقيادة واسلحة تدميرية ، هذا لسنا الذين نقوله بل تلك العجوز الإسرائيلية وابنتيها التي اطلقت سراحهما حركة حماس في -23- أكتوبر لدواعي إنسانية ، وأضافت في حديثها للصحفيين كانوا يطعموننا الزيت والزعتر وما بين ايديهما والممرضين والأطباء يقدمون لنا كل أنواع العناية الصحية والطبية ، كانوا أناسا طيبين يمارسون عناياتهم بالاسرى وفق ايمانهم الإسلامي .
صمت الشجعان
ليس هناك مقارنة بين شجاعة المقاوم الفلسطيني والجيش الإسرائيلي ، فالمقاوم اقتحم فرقة غزة الإسرائيلية وهي من فرق النخبة واكثر من ثلاثة مستوطنات مدججة بالسلاح ب _ 120_ مقاتلاً فقط انظروا 120مقاتلا فقط في حين كان الإسرائيليون بالالاف ويمتشقون افضل واحسن الأسلحة الامريكية والبريطانية والفرنسية ، فقد انهزمت إسرائيل وشعر الامريكان وكل الغرب من إن هذه الهزيمة ستقضي على كيان إسرائيل الذي اسسوه قبل 75عاما اذا لم يتم وبالسرعة اللحاق بالقيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية المهزومة ، وبالفعل وصل تل ابيب وزير الخارجية الأمريكي حاملاً لواء اليهودية أي انه طرح مشروع الصراع الديني ، ثم جاء بايدن الرئيس الأمريكي حاملاً بيديه الاكذوبة الصهيونية من ان المقاتلين الفلسطينيين قطعوا رؤوس الأطفال اليهود ، ثم تراجع بعدما ادرك بأن هذه الاكذوبة لاتليق بأكبر دولة في العالم ولا بمكانتها بين الدول ، لكنه حمل معه الاف الاطنان التدميرية من الأسلحة الامريكية استخدمتها إسرائيل لقطع رؤوس أطفال غزة وقتل المئات من الصبيان والفتيات والعجائز .وفي ضوء هذه الوقائع ، صمت لبنان الذي يؤرق أمريكا وإسرائيل معاً ومعهم الغرب ، شجاعة المقاتل الفلسطيني وقدرته على استيعاب الحديث من التخطيط والتكنلوجيا واقتحام معسكرات العدو والسيطرة عليها وصمود وبسالة الانسان الغزاوي وثباته في ارضه رغم القتل المدمر للمواطنين بمباركة وتأييد غربي ، هذا الصمود الأسطوري ورفض الهجرة من المدينة التي اعزها سكانها وخلقت هاجس الخوف والحساب لما هو اعظم ات في نفوس الإسرائيليين .
نقول في ضوء هذه الوقائع تغيرت خارطة الصراع فلم يعد بإمكان اسرائيل الاستمرار باحتلال الأراضي الفلسطينية ، كما ليس بإمكان أمريكا حماية إسرائيل من الانهيار النفسي والوجودي لو وقعت ضربة مثل تلك التي حدثت في السابع من أكتوبر، فلابد من الإقرار والاعتراف بحق الفلسطينيين في ارضهم ووقف الحصار عن غزة وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة الأركان والوجود على ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ، فقتل الأبرياء لا ينفع مع الفلسطينيين واسلحة التدمير الامريكية البريطانية الفرنسية الألمانية الإيطالية لم ولن تثني هذا الشعب من مواصلة الكفاح وتحقيق الانتصارات .
قتل الأبرياء لاينفع
نؤكد على وفق مجريات الاحداث ، من إن قتل الاف الأبرياء والأطفال الفلسطينيين سيعزز قتال الفلسطينيين ، وهو ليس شجاعة إسرائيلية ولا حنكة أمريكية في فرض شروط الغرب ، فالطائرات الحربية تقذف حممها عن بعد مئات الكيلو مترات على بيوت وعمارات سكنية ومقار صحفية وصحية وهذا العمل يعبر عن خسة وليست شجاعة وجماعة عنصرية وليست دولة يحكمها القانون .
إن ارسال الجنرالات الامريكية الى إسرائيل بغية إدارة المعارك ، ليس حلا بل هو اجراء لتوسيع دائرة الحرب ، ولأمريكا الكثير من المصالح والوجود في المنطقة الملتهبة شعبيا وعسكرياً ، فليس من مصلحتها ولا مصلحة احد وضع الزيت على النار ، فهي أي أمريكا كدولة عالمية عليها أن تتصرف بعقلانية وليس بسلوك المراهقين المرتبكين الخائفين على مصير إسرائيل ، إذن الحل هو بحقوق الشعب الفلسطيني ودولتهم المستقلة ورفع الحصار عن غزة وتبادل الاسرى بين الطرفين وغيره سيوسع من دائرة الصراع .