كان خطاب مقاتل حكيم. وهذا هو السيد نصر الله بحقيقته ووضوحه ومباشرته. كان قائداً سياسياً يلبس لامة حرب، وقائداً عسكرياً يخوض معركة. فلا حياد عند السيد في قضية فلسطين، إنه ابن قضيتها وحامل همّها بحكم المبدأ والمسؤولية الشرعية.

لم يكن السيد حسن نصر يحذّر إسرائيل وأمريكا في الجزء الأخير من خطابه، إنما كان يُعلن مواصلة المعركة التي دخلها بالفعل مع بداية طوفان الأقصى. وتلك هي النقطة التي يجب تأملها بدقة والنظر اليها من بعدها الاستراتيجي الذي رسمه السيد وأمسك بآلياته وخطواته.
كان خطاب الواقعية السياسية، وموقف الرجل الذي يعرف أين يقف، وأي طريق يسلك، وماذا سيفعل.

كان الحق مع العالم حين وقف يترقب خطابه. كانت إسرائيل وامريكا واتباعهما معذورة في قلقها بانتظار ما سيقول، وهي الآن أشد قلقاً بعد الخطاب.
حذّرهم السيد أخطر تحذير، أنذرهم الإنذار الأخير، قالها بالنبرة القاطعة وهي نبرته المعهودة، أنكم تحت مرمى صواريخنا، رؤوسها شاخصة جاهزة، ألسنة اللهب محبوسة بين اسنانها، ولحظة الانفجار الكبير قد تقع في أي ساعة، وسيقترب موعدها إنْ حدّثتكم أنفسكم فعلاً متهوراً بحق لبنان.
موجات الخوف أرسلها السيد الى تل أبيت وواشنطن، وسُحب الإطمئنان والثقة نشرها على لبنان.
كان خطاب قائد عظيم. كان خطاب زعيم قضية. كان خطاب حسن نصر الله.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *