مع تسارع الأحداث ، يبدو أن الحراك الشعبي ، و التعاطف الجماهيري المليوني مع قضية غزة ، تترجم الذات الفردية و الجماعية الواعية ، بالمقابل هناك جنبا إلى جنب النقيض الاقوى و الاصدق المتمثل بضعف الحكومات العربية و الإسلامية التي تعيش أقصى درجات التشتت و التفرقة ، حتى أصبحنا مهددين بأضمحلال الكيان القومي و الإسلامي ، جراء الضغوط الخارجية ، لذلك صارت الاحتجاجات و التنديدات بالعدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل اقل أهمية مما كلنت عليه في السابق . و مثلما يكاد العالم يتفجر غضبا على قتل الاطفال و النساء و الشيوخ في غزة بوحشية بالغة ، فقد لا يجد أحدنا مبررا لتلك الأفعال الا ان هناك شريعة الغاب هي التي تسود العالم بغياب الضمير الإنساني ، في ظل الاحادية القطبية ، و ان حربا مرتقبة تشنها دول كبرى يتم فيها استثمار التفوق التكنلولوجي لتدمير سريع و كثيف ، يشل قدرة الخصم على استمرار المقاومة النوعية التي تقودها الفصائل الفلسطينية المسلحة ، بضمنها كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس .

وفي السياق ذاته لا بد من التأكيد على ان القوة بلا أخلاق ، تتحول إلى توحش ، و لحضارة الغربية المزعومة هي الصورة النمطية للغرب المتفوق ، دون ضوابط و معايير انسانية ، سرعان ما تتحولت إلى استباحة ، اثبت ذلك ما قام به الكيان المحتل من جرائم ضرب المستشفيات و المجمعات السكنية بالصواريخ الذكية الموجهة ، حيث ترتقي تلك الأفعال إلى مستوى الإرهاب ، إذ ليس البطولة في هذا الزمان ، كما أتصور ان يحمل الإنسان سلاحا فتاكا متطورا ، و لكن البطولة الحقيقية ان يحمل الإنسان ضميرا .

ان أجيال جديدة تقف اليوم على مسرح الصراع ، تعيش وضعا يائسا واسع النطاق ، نجم عنه المزيد من الاحباط ، للأسف هذه حقيقة تفتح باب الأمل للطرف المعتدي ، الأمر الذي يسود مزيجا من الالتباس ، و ايهام العامة بأن خوض الحرب لا يجدي اي نفع ! ! لكن القادم سيكون بإذن الله أشد وطأة على المحتل للأرض ، في ضوء انهيار الوهم الكبير الذي تعيشه القوى العظمى المعاصرة ، بعد قيام فصائل المقاومة الإمساك بالواقع ، و الإمساك بالزمن ، و انتزاع النصر الذي كاد يكون غائبا عن اذهاننا ، و الذي ايقضنا من سبات عميق ، و نبهنا إلى عدة أسئلة أهمها : –

هل نستطيع منازلة العدو المحتل و التغلب عليه ؟؟

بعد سنوات ظلام عشناها و آباءنا تحت وطأة ألوان الاستعمار .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *