‎سابقاً ذكر ستيفن هوكنج قصة طريفة لأحد رجال الدين في عصر نيوتن والذي ظل طوال حياته يرفض نظرية الجاذبيه ثم مات نتيجة سقوط سقف بيته على رأسه.
‎سقوط السقف كان أكبر إثبات على صدق نظرية الجاذبية!

‎قد وجدت بعض رجال الدين و هم قلة ، يرفضون الإعتراف ان الأرض تدور يصحون صباحا للذهاب الى أعمالهم ويعودون إلى عائلاتهم ليلا دون ان يستوعبوا حقيقة تعاقب الليل والنهار ما هو إلا نتيحة طبيعيه لدوران الأرض حول محورها والا لعشنا في ليل دائم أو نهار دائم.

‎ أذكر لكم ما قاله داعية سعودي معروف والذي نفى في محاضرة مسجلة له دوران الأرض حول نفسها و حول الشمس. وأكد على أن الأرض هي محور الكون، وأن الشمس هي من تدور حوله. هذا الرأي أثار موجة عارمة من الانتقاد وصلت لحد السخرية والتهكم على الداعية على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية والانجليزية.

‎في محاضرة له ألقاها في إمارة الشارقة تحدى الداعية السعودي أن تكون الأرض تدور حول الشمس. واستدل بكأس صغير رفعه أمامه وهو يقول: “لو كانت الأرض تدور، فبالإمكان السفر من مطار الشارقة إلى الصين بطائرة تبقى ثابتة وتنتظر في الجو مرور الصين تحتها، حين وصولها مع دوران الأرض… أما لو كانت الأرض تدور فلن تستطيع الطائرة أن تصل إلى الصين”.

‎وتابع في محاضرته: “الأرض ثابتة لا تدور وهذا هو مقتضى النصوص الشرعية، فلو كانت الأرض تدور لما استطاعت الطائرة الوصول لوجهتها لأنها تطير والأرض تدور فلن تلحق بها، يقول أن الأدلة العقلية والشرعية تؤكد أن الأرض ثابتة ولا تدور وأن الشمس هي التي تدور”.

‎إن هولاء الذين يرفضون العلم، هم أنفسهم لا يستطيعون العيش خارج قوانينه.
‎سيدي أقول لك ، أنك مهمها رفضت نتائج العلم فانك تعيش وتتحرك مرغما أو راضيا وفقا لقوانينه.

‎تستطيع ان تنكر التطور لكن جسدك وجهازك العصبي والعقلي شاهد لا يُدحض على ملايين السنين من التطور داخلك.
‎وعقلك، يا سيدي، هو أكبر وأوضح دليل في جسمك على حقيقة التطور.
‎فلو نظرت إلى دماغك في الصور التوضيحية لوجدته مكونا من أجزاء كانها رصت واحدة بجانب الأخرى، وقد اثبتت الدراسة التطورية للدماغ ان بعض اجزاء الدماغ أقدم من البعض الآخر . إن الدماغ الذي يملكه الإنسان اليوم هو حصلية سلسلة تطورات طرأت عليه خلال خمسمائة مليون سنة، وهو بشكله الحالي يتألف من ثلاثة أقسام:

‎فأول وأقدم جزء في الدماغ البشري هو الجزء الخلفي ، أذ يقع في أسفل الدماغ ويدعى جذع الدماغ Brain stem ويدعوه العلماء “دماغ الزواحف” وهو مسؤول عن الوظائف الاساسية كالتنفس والهضم والصيد والقتال والجري والتناسل و كذلك مسؤول عن النوم واليقظة وتنظيم درجة حرارة الجسم واستمرار ضربات القلب. .
‎غير أننا تطورنا إلى ثدييات ليظهر “الدماغ الثديي” ويدعى الدماغ المتوسط Mid brain و هو دماغ الثديات في الوقت الحاضر وهي أقرب الحيوانات إلى الإنسان ،
‎احتاج البشر ثلاثمائة مليون سنة لظهور الدماغ المتوسط ، و الذي يقع في المنطقة الوسطى من الدماغ و هو مسؤول عن تنظيم الحياة داخل جماعات متوسطة وكبيرة كأحد أهم خصائص الثدييات فينظم جزء وسط الدماغ العواطف وتمييز الاعداء والاصدقاء والمنافسين وغيرها من الوظائف الضرورية للعيش في مجموعة.
‎اهم وظيفة للدماغ المتوسط هي حماية العضوية من الأخطار المحدقة بها. فعندما يواجه الإنسان أسدا في غابة، تحدث عنده إرتكاسات في بدنه تدعى باللغة الطبية Fight or Flight أي اهرب أو قاتل. وهي تهيأه للقيام إما بالهروب وإما بالمواجهة، ومنها زيادة سرعة ضربات القلب، ازدياد عدد مرات التنفس، التعرق، تدفق كميات كبيرة من الدم إلى العضلات كي تتأهب للهرب. الجزء المتوسط من الدماغ مسؤول عن تلك الإرتكسات، وبالتالي ـ
‎خلال آخر مائتي مليون عام تتطور ذلك الدماغ ليشمل:
القسم الثالث: وهو الجزء الأعلى من الدماغ، ويتميز بالقشرة الدماغية Cortex التي تغلف الدماغ كله، وهذا القسم هو الذي يميّزنا كبشر عن غيرنا من الكائنات، هو المسؤول الأول عن التفكير.

‎ يدعوه العلماء (الدماغ البشري )وهو قائد العمليات الإدراكية المعقدة التي إنسنة البشر .
‎هناك من يكرس وقته لمقارعة التفكير العلمي وانكار النظريات العلمية التي تدحض خرافاته، في نفس الوقت لا يستطيع فعل ذلك دون إستخدام منتجات العلم (الانترنت،التلفاز، الهواتف الذكية..).
‎ حتى تحارب العلم لن تستطيع ذلك إلا إذا استخدمت منتجاته، ومن المستحيل ان تستخدم الأداة دون ان تعترف بالعقل الذي ابدعها.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *