إن كان ثمة مسار حزبي و تنظيم عقدي يدفع نحو ترحيل المتعمد من النكبات للأجيال القادمة- وهما موجودان و يعملان هذا الشيء- فهذا تفخيخ لا يطيح بالادعاء بالوطنية فقط بل يعمي الحاسة الانسانية التي هي اسمى من كل نظام.
بالمختصر لابد من سياج يُحترم حده يحول دون بقاء و اتساع السمعة الشائنة التي تنهش العمل السياسي و الاداء الرسمي في العراق، ليس فقط لتجنب لعائن التاريخ، بل لأن الارتماس في هذا المستنقع ستكون له عواقب لن تتأخر عواصفها التي تقتلع حتى الاخير من متعافي اوردة المجتمع.
ماذا ينتظر المعنيون الذين يرون مشاكل الداخل تتوالد و تتحور لينتبهوا و يصلوا لحلول حقيقية بدل ان يتسببوا بثقة لدى المجتمع العراقي ان لا ثقة بمسار العملية السياسية وأن المقارنة بين نظامين مباد و معاصر صارت تسلبنا حسناتنا و تزيح سيئات ما قبل نيسان 2003 ، الذي ستحل ذكراه بعد اسابيع، فنكون قد انفقنا- و نحن لسنا شركاء بالمعنى الواقعي و القانوني- في سياسة اقل ما يتم وصفها به انها هوجاء لا تنظيم فيها و لا هدف مفيد.
ايعقل ان يتعمد قسم من دعاة قيادة البلاد هزيمة حياة مجتمع مثقل بالاوجاع أمنا و سكنا و علاجا و تعليما و عملا و حرية اختيار؟
ايعقل ان لا يجري الالتفات للتفاوت اللامبرر الذي صار يضعاف معدلات الفقر و العوز و التجهيل و الجريمة؟
ام انه صار مريحا ان تنفصل عقول تدعي الحنكة لتركن مرتاحة للأخبار التي تزرع الشعار على انه واقع مزهر او سوف يزهر؟
سنة اخرى و تكون بيننا و بين زوال النظام مدة عشرين سنة، وكل السوء يجري بناؤه للمجهول، و كل الخير القليل كثير الاباء و الفاعلين!.
بناء كيان عليل ليس منجز فخر، فليس ثمة نبه يفخر بأنه نخر ببلده مثل نخر السوس، فجعل الماضي خير من الحاضر و خير من المستقبل، و فرض الارادات تحت حجج غير منتجة وغير حقيقية بالمرة ليست دليل صحة عقل يدير بلادا متنوعة الاعراق مزدحمة بتركة مؤلمة من الماضي، عقل يخضع الجموع بالترهيب و الشركاء بأتباع اسلوب معاد من ممارسة انظمة وقفنا بوجهها بالسلاح.
شراكة الوطن يحكمها نص يسري على الجميع، و كيان معافى يُفترض انه من عمل و اهداف من يدعون الوطنية، غير هذا فالتخريب جريمة افرد لها القانون ما يوازيها من جزاء، ونحن نتقيد بالقانون السليم الروح و التطبيق و نؤمن قبل ذلك بالشرع الذي نرى المتقيدين به و بالقانون اقل عددا و ابعد عن الامتثال له.
لسنا ابدا في معرض ان نكون مقوٍ لتوجه لا يخدم الوطنية التي نحن من اهلها والتي نطمح ان لا تكون شعار تخدير