——————
لست طرفا ولا محازبا ولا مناصرا في هذه الحالة السياسية العراقية غير الطبيعية والتي لاترقى الى ان تكون لعبة سياسية لها قواعدها وضوابطها وسياقاتها بحيث يمكن للمراقبين رصدها ومتابعتها وتوقع احداثها وتطوراتها ، لذلك جاء انهاء عضوية السيد محمد الحلبوسي من مجلس النواب تطورا مدويا قد لايمكن قراءة تداعياته مثلما لم يتمكن المراقبون من توقع حدوثه في هذه العملية السياسية التي تتحرك بمفاعيل مجهولة ورافعات غير معلومة.
ومحمد الحلبوسي ظاهرة جديدة واستثنائية في الساحة العراقية لما بعد 2003 شق طريقه كالصاروخ وارتقى موقعا متميزا وكالصاروخ ايضا في رئاسة مجلس النواب . ولو استمر في حركته الصاروخية هذه لكان له موقعا متميزا قياديا اخرا ليس في مجلس النواب فقط وانما في قيادة المكون العراقي السُني الذي ينتمي اليه ايضا ،وربما ساعد في خلق التوازن المطلوب في ثلاثية القيادة العراقية الشيعية الكوردية السنية .
وربما كانت الانتخابات المحلية القادمة اختبارا مهما جدا لمدى قدرة الحلبوسي على تحقيق حالة جديدة في الوسط السُني وتعزيز فاعليته في الساحة العراقية .
كان الجميع باستثاء التيار الصدري قد اعد عدته للانتخابات المحلية القادمة حيث عشرات القوائم الانتخابية ومئات المرشحين ولافتات ويافطات وشعارات واعلانات ملأت كل الشوارع والتقاطعات والساحات . وفي تلك الشعارات لم يكن شيئا قويا ومتميزا اذ كانت في اغلبها ان لم يكن جميعها شعارات عامة ومكررة وحتى ساذجة ونمطية مثل كل الانتخابات السابقة توحي بل وتؤكد غياب البرامج والسياسات والاهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
لكن الشئ الوحيد المتميز والذي يُلفت النظر ويبعث على الاستفزاز هو شعار قائمة محمد الحلبوسي تقدم رقم 227 .
شعار قائمة السيد الحلبوسي هو ( نحنُ أُمة) وكان بحق شعارا غير عادي يستفز المراقب للساحة العراقية ويُثير تفكيره في هذا الشعار ( نحنُ أُمة) لانه يمكن له ان يستفز ناخبيه ايضا ويثير كوامنهم ويستعيد فيهم تطلعاتهم على انهم امة يمكن ان تستعيد وجودها وحضورها وفاعليتها .
ربما كان محمد الحلبوسي يريد في هذا الشعار ان ينفض عنهم تبعات التلكؤ الماضية ويستحثهم لتطلعات المستقبل على انهم أُمة في العراق وليس مجرد مكون .
لذلك توقع المراقبون ان يكون لهذا الشعار ( نحنُ أُمة ) حافزا كبيرا ومحركا غير عادي في استنهاض مشاركة الناخبين في الدوائر الانتخابية المحسوبة على المكون السُني بحيث توقعوا ان تأخذ قائمة تقدم حصة الاسد من مقاعد تلك الدوائر ، غير ان الرياح لم تجرِ بما تشتهي سفن الحلبوسي ففاجئته ( المَنية) السياسية قبل استحقاقها ومن دون تقديرها .
فما الذي كان وما الذي حصل وما الذي اطاح بالحلبوسي في عز عنفوانه وقبل ان يصل الى تحقيق مايريد ، هل هو الفساد والذي هو يشمل الجميع او هو التزوير والذي لا يستثني احدا منهم ايضا واذا كان كذلك فلماذا يُطيح الفساد والتزوير بالحلبوسي دون غيره وبهذه السرعة ؟ أم انه حسد ومنافسة اقرانه من ابناء (امته )التي كان يريد ان يستنهضها او ان الشعار الذي اراد ان يوحد به ( أُمته) تحت عنوان ( نحنُ أُمة) وتطلعاته الى جمع هذه ( الأمة ) هي التي اطاحت بالحلبوسي ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *