لا يختلف اثنان على أهمية ومكانة مدينة النجف الأشرف , فهي مُهمّة من الناحية المجتمعية ” مدينة دينية روحانية يؤمها ملايين الزائرين لزيارة الضريح الطاهر , وفيها مَقر المرجعية العُليا لشيعة العراق والعالم ” ومُهمّة أيضا من الناحية السياسية ” باتت مصدر القرار السياسي بعد عام 2003 ” واذن للمدينة خصوصية باذخة ومكانة بالغة في نفوس الناس وهي بذات الوقت مّحط اِهتمام الفاعل السياسي العراقي والحكومات الاتحادية المتعاقبة ولذا أصبحت القيادات السياسية تصفها بـ ” مدينة القرار السياسي ” فبحسب بعضهم ان لا هناك من رئيس وزراء يَتسنّم مَنصِبَه مالم يَحظَ بمباركة مرجعيّتها الشريفة , مع ان هكذا طرح يتعارض وسلوك المرجع اتجاه القادة والرموز السياسيين كونه اوصد الباب بوجه اغلبهم .. لماذا ؟ .
على الرغم ما شِهدَه العراق في الفترة الأخيرة من استقرارٍ سياسيٍ نسبيٍ الى حدٍ ما , اِثرَ تشكيل حكومة السيد محمد شياع السوداني , لكنّه يبقى ضمن نطاق الاستقرار القلق والهش, انه مُعرّض في ايةِ لحظة الى التلاشي بسبب ما رافق عملية تشكيل الحكومة من ارهاصات شَكّلت تحدٍ كبير امام فرقاء العملية السياسية ” انسحاب نواب السيد الصدر , حادثة ما يعرف بثورة عاشوراء والجهة المتهمة بقتلهم ” , عليه دائماً وابداً لابُدّ وننظر الى ما تحت الرماد فهناك نارٌ تتأجج يمكن لها في ايةِ لحظةٍ ان تأخذ شكلاً مُختلفاً من صراع الأفاعي , صراعٌ بين تيّارين وتزاحمٌ في النفوذ بين غريمين يتنافسان ” الزعامة ” على الرغم من انّ احدهما خرج من عباءة الآخر , نعم ويُمكن للصراع ان يحدث نتيجة الهَوَس في حُبِّ السُلطة والتسلّط , وهذا ما سَيطرَ الى حد بالغ على افق تفكير ” الطامح السياسي الأمين ” حتى بات هاجس القفز على نطاق الزعامة السائدة والفارعة من سوس بيت عالم رباني وفقيه اُمةٍ ومَرجعٍ كبير يتماهى مع ما يخوض من فعاليّات سياسية ” القفز على مكانتهِ ومحاولة استلابها واِن بحكم الازاحة القسرية – وهلاّ باستطاعته فعلها ؟؟ , لا اظن .
مدينة النجف الأشرف ولما لها من خصوصية صار لابدّ وان تبحث عن الاستقرار السياسي وعن الأمن المُجتمعي وتبحث كذلك عمّن يهتّم بعماراتها وتوفير الخدمات الضرورية لها بإقامة مشاريع البنى التحتية وبطريقة مثلى وجعلها مدينة تليق بما تحمل من اِسم ومكانة وعنوان ، لكن كيف لهذا ان يتحقق ؟؟ . نعم ويتحقق هذا بوجود ” حائط صد صلد ” يقف حائلاً دونما الدخول في الفوضى , وانّه يمتلك من المناورة ما يمكنّه من قيادة منظومة الحلول للمشكلات بشكل يرضي جميع الأطراف , وايضاً له القوة والإرادة الباذخة لإنفاذ القانون , والتصدي لزعامات الجريمة المنظمة , واهمها الخطر الداهم الذي بات يُهدد كل شباب وشابات المدينة ” تجارة وتعاطي المخدرات ” , ومن دونه فالنجف ستقف على فوهة بركان , بمعنى ان مدينة القرار بوجود محافظ ضعيف ينتمي لأحد التيارين المتنافسين وحال نشب الصراع بينهما ستصبح بلا قرار , والمرجعيّة العُليا ستكون امام تهديد دائم مع بقية مكاتب الحوزات العلمية , وستتأثر مكانة النجف كعاصمة للتشيّع في العالم العربي والإسلامي , ولمّا يكون اَمن النجف مُهدداً والمخدرات تأكل من جرف قداستها هذا يعني ان لا اَمن في كل جغرافية المدن العراقية ما يؤدي بالمجمل الى جعل النظام السياسي الحالي يواجه شبح الانهيار بلحاظها .
حتى تبقى النجف حاضرة في النفوس , محافظة على مكانتها , ومن دون عوائق تحول دون الحفاظ ايضا على النظام السياسي برمّتهِ خصوصاً والنظام الحالي يمرّ اليوم بمرحلة حرجة للغاية , لا بدّ لمن يَرغب تسنّم منصب الحاكم المحلي للمدينة مستقبلاً , ان يتحلّى بصفات مُتفرّدة حقيقية وقيادة فذّة شجاعة لها الخبرة الواعدة في الإدارة , وتمتلك القرار , صاحب قوة وإرادة وحضور جماهيري يستطيع معها من ان يُشكّل المانع الحقيقي الذي يحول دون نشوب النزاعات .
حركة الوفاء العراقية دون بقية الحركات والاحزاب العاملة في المحافظة باتت مؤهلة اليوم لقيادة المحافظة مرة أخرى فزعيمها الدكتور ” عدنان الزرفي ” له من التجربة الواعية لدورتين ما يضعه بمقدمة خيارات الناس في قيادة المحافظة الآن القيادة الناجحة وفيما ارتأينا طرحه كشخصية على طاولة الاختيار , فهو الشخصية المثالية التي تمتلك جميع ما ذكرناها من صفات في أعلاه , تُمكّنه الحيلولة دون انزلاق المدينة الى متاهات لا نتمنى ان تصل اليها , بمعنى هو الحصن المنيع وهو الضامن , وهو القيادي لمنظومة الحلول , وهو القوي , وهو صاحب الحضور الجماهيري , وبينما هو كذلك نجده انه يمتاز بالعقلية الناضجة الدالّة على القيادة الجادة التي تفرض علينا بلورة شيء من القناعة من انه سوف يجعل من النجف مدينة التعايش السلمي, ينعم أهلها بالأمان وهي المدينة الخالية من آفة المخدرات ” قرأنا برنامجاً واعداً للحركة بهذا الخصوص ” , ناهيك من انها ستكون مدينة التحضر والاعمار والازدهار وهذا ما حملته الحركة من شعار منذ تأسيسها وحتى الساعة .