لا يخلو مجتمع انساني من الامراض النفسية وانعكاساتها على السلوك الاجتماعي فتارة تنعكس في سلوك موظف ما, وهو يتعامل بغلظة وخشونة ويفتعل الخصومة مع المراجعين . واخرى نراها بشخص في الشارع ، وهو يتشاجر ، وينفعل ويتحول العراك الى جريمة !!!! ولو دققنا في اسباب ودوافع هذا السلوك لتمكنا من الوقوف العوامل التي تدفع الى مثل هذا التعامل و لشخصنا خطر الاصابة بالازمات النفسية، واهمية اكتشاف وتأهيل المصابين بهذه الامراض.
وفي تحقيقنا هذا سألنا عدد من المختصين بهذا الشأن .
يقول التدريسي في جامعة الكوفة والاختصاص ( بفلسفة المجتمع ) الدكتور حسنين جابر الحلو ان الحالات التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية تأثيرية، بمعنى أنها تتأثر وتؤثر وتغير من حال إلى حال ، ولاسيما اذا كان الفرد غير واثق بأهليته كأنسان يجب أن يفهم ويعلم ما يجري ، لايبقى حائر بين مكونات الحياة وهو في ضياع .
ضعف المواجهة
واضاف الحلو، أن هذه التأثيرات تكون من الأسرة بدأً ، إذ أن هناك حالات تغير من مساراتنا ولاسباب واحدة منها الضعف في المواجهة اي مواجهة الأزمات، فيبحث عن الهروب أو تأجيل المشكلة، مما يسبب حالة من الضغط النفسي على الحياة، مما يجعله متقلب المزاج ، إذ أنها تختلف من حالة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى، وهكذا تتحول قيم المعرفة إلى قيم الضعف .
تنفيس الغضب
ويذكر الدكتور حسنين ان تصدير هذه الحالات إلى العمل خطر جدا ، اذ انها ستبين التغيير الحاصل في مستوى التعامل مع الحالة البنيوية للشخص الذي يعاني من حالات نفسية ، لأنها تنعكس بدورها على المواطنين عموما قد يأمن بعضهم القريب من العواقب ،
واردف قائلا ، ولكن قد يتأثر القريب ، وبالعكس فمثلا نجد أن ايناً يقتل والده أو أحد أفراد الأسرة ، أو يقتل صديقه في العمل، أو غريب في الشارع، كل هذه الأمور عبارة عن حالات تنفس عن غضب وعدم معرفة ووعي .
ومن وجهة نظر القانون سألنا المحامي ماجد الحسناوي فقال : ان المادة ٣٣ (عقوبات) تخص القصد الجرمي توجيه الفاعل ارادته لارتكاب جريمة والقصد قد يكون بسيطا او مقترن بسبق الاصرار هو التفكير المصمم في ارتكاب جريمة بعيدا عن الغضب او هياج نفسي.
واضاف ، وتكون الجريمة عمدية اذا توفر القصد الجرمي واذا ارتكبت الجريمة من فاقد الادراك او الارادة او الجنون او عاهه في العقل يعتبر عذرا مخففا مادة(٦٠) من قانون العقوبات.
فيما يرى الكاتب عزام صالح ، ان بعض الاشخاص يعانون من ازمات نفسية وان من يصاب بمرض نفسي هو فرد من المجتمع ولا ذنب له، وعليه يجب مراعاته من مؤسسات المجتمع ويخضع للعلاج او الحجز اذا كان خطيرا فلا تستطيع ان تتركه سائباً.
ويذكر صالح ، حدث قبل ثلاث سنوات في منطقتنا لشخص استحوذ على طفل صغير جيرانهم واخذه الى مكان وقتله ولم يتم اكتشافه بسهوله ولكن التقطته احد الكاميرات وكان اهله لا يخبرون احد بمرضه وهو شاب وعند التحقيق عرفنا انها ليست الحاله الاولى فقد اصطحب فتاة صغيره قبل هذا الطفل البريء ولكنها كانت اكثر حظاً ونجت.
تقترح الاعلامية زينب جواد الهاشمي ، ان افضل طرق التعامل مع الشخص العصبي كسب صداقته والتعامل الصحي والابتعاد عن الضغط العصبي معه أمر مهما مع الهدوء والصبر.
ولكن يبقى ان نقول ان مستوى التعليم وتوفير الحياة الحرة الكريمة ومستلزماتها من قبل الدولة قد تخفف من الضغوطات النفسية وتقلص من حالات الاحتقان النفسي لدى الاشخاص .
ومن اجل اقتلاع او محاصرة مثل السلوك لابد من توفير بيئة سليمة وصحية للانسان ، بيئة متصالحة و مسترخية ، كي تمنح الامان والاستقرار ، بالاضافة الى المساعدة على رفع الضغوط النفسية والاقتصادية والقانونية عنه ، وهنا يأتي دور الحكومة ووسائل الاعلام، وحتى دور الوعاظ