لايخفى موقع بغداد التاريخي، بغداد الحضارة والدولة ومركز العالم في مرحلة من تاريخها المشرق،بغداد المحبة والسلام، بغداد المحاسن والمفاخر، بغداد الكل ، بغداد الإنسانية جمعاء.ولايخفى أيضاً، بغداد العقود الماضية التي جرّبت مرارة الحياة «ومنها العراق كله» والمنطقة بأسرها ولانزال نحن ندفع ثمن ما جرى في هذه العقود الأليمة في بغداد!البيت القصيد هنا هو: ما يدفع ببغداد بإتجاه رجوع دورها التاريخي العظيم وما يدفع ببغداد بالإستمرار فيما تعيشه في العقود المنصرمة يعود لشىء واحد وهو تفكير بغداد لا غير.والمراد بتفكير بغداد هنا هو: كيف تفكر النخبة الحاكمة « من أية جهة أو طائفة كان « ببغداد؟ المسؤلية التاريخية «لإجابة هذا السؤال» تقع على النخبة الحاكمة المتنفذة ببغداد،والساحة مفتوحة أمامها والفرصة متاحة في أعلى صورها، وتستطيع أن ترجع بغداد الى تاريخها العظيم وتستطيع أن تكرر ما عشنا فيه في العقود الماضية. فعلى النخبة الحاكمة ببغداد أن تكون مفتوحا في التفكير، إنسانيا في السلوك، عدلا في القضاء،…. وتبتعد كل البعد عن أي ممارسة فكراً وعملاً في تعاملها مع الآخرين المختلفين على كل الأصعيدة، ومن هنا ،يمكننا القول أن بغداد على الطريق الصحيح بإتجاه إرجاع دورها التاريخي اللائق بها والمطلوب لحاضرها المتعب.