الحكمة اليابانية تقول ” لا تحتقر الافعى لانها بدون قرون ، فسيأتي اليوم الذي تصبح فيه تنيناً “. في قانون الفيزياء يعد قانون السقوط الحُر Free fall من اهم قوانين الجذب التي جاء بها العالم اسحق نيوتن ، ويطلق على الاجسام التي تسقط باتجاه مركز الأرض من دون التأثير عليها من قبل قوة أخرى غير القوة المكتسبة من الجاذبية الأرضية ، والتي سرعان ماتفقد تأثيرها بزوال السبب او المؤثر .
لم تفقه الكثير من الشخصيات السياسية بأن هنالك فارق زمني كبير بين الديموقراطية الموجودة في دول العالم المتقدم ، والديموقراطية الثَّيب ْالموجودة لدينا، الفرق الشاسع في متبنياتها وبين تطبيقها داخل بنية النظام السياسي ، فعلى سبيل الحصر العقيدة السياسية السنية مَيالة للتمرد على فكرة الزعامة ، لذلك تجد ان اغلب القيادات التي عرفت نفسها بهذه الصفة وهذا العنوان سرعان ما تصاب بالافول السريع والانكفاء يعد فترة من الزمن، وسواء كانت الاسباب التي تقف وراءها من نفس المكوّن او من خارجه ، والدليل كان هنالك عدم رضى من قبل اغلبية السنة ترى من تجربة الانصات لفتوى حرمت الدخول للمعترك السياسي والمشاركة الانتخابية في اول انتخابات بعد التغيير كانت خاطئة ،معللين ان العراق باد محتل ولايجوز الدخول بالانتخابات في ظل الاحتلال ، مما الذي اختلال في توازن القوى لم تنسجم مع ما جاء به الدستور الذي ادى الى تشضي عميق في إدارة الدولة ، بينما في الجانب الاخر تجد ان زعامات المكوّن الشيعي وان كانت قد تعرضت بعضها لاهتزازات سياسية عنيفة فهي لم ترتقي لمستويات خطيرة تذهب بها الى الاقصاء او التهميش ، والدليل هي لازالت تتصدى للمشهد السياسي بنفس الزعامات، والسبب يرجع لطبيعة العقيدة السياسية الشيعية الملتزمة بمعايير الثوابت التي تحدد لها مساراتها في ظل التزام واحترام مطلق لاوامر المرجعيات الدينية الذي يؤثر رأيها على ارتفاع وانخفاض منسوب التصويت والمشاركة السياسية .
الساحة السياسية ارض رخوة ورملية لا يمكن ان يبنى عليها مشاريع استراتيجية، وحرب التسقيط لازالت في اعلى مستوياتها وان لم تكن ظاهرة بشكل علني ، في ظل وجود منظومة متهالكة غير رصينة للاخلاق السياسية التي لازالت تحتاج لفلترة واعادة تأهيل ، في وقت لم يكترث الكثير من السياسيين للاخطاء التي حصلت وان كانت بسيطة مقصودة كانت ام غير مقصودة ، وعدم وجود ادراك لفعل خاطئ قد يكلفك انهيار تام وسقوط مدوي للمستقبل السياسي ، فالحكم لا يكون بالعنجهية المفرطة والغرور واستغلال النفوذ الذي يولد بلاشك اخطاء كارثية تعرقل بناء نظام دولة المؤسسات المعمول بها في الدول المتقدمة ، وليس من المستبعد ان يتكرر مثل سيناريو السيد الحلبوسي مع اي شخصية سياسية اخرى، وخصوصاً بأن الوضع السياسي في العراق استطيع وصفه بالمسدس الامريكي “الويبلي” ليس فيه زناد امان، وللتاريخ شواهد عديدة لشخصيات سياسية خرجت من الباب الخلفي لمجلس النواب .
انتهى …
خارج النص / ان وجدت بعض التأثيرات فهي لن تصمد طويلاً امام رشقات مياه سفن جماهير الاحزاب المحتكرة المؤمنة بها.