شعبنا العربي في فلسطين صنع المقاومة ، والمقاومة صنعت حماس وأخواتها وصنعت عمالقة القسام وهؤلاء العمالقة استعانوا ليس بالايمان وإرادة القتال فقط بل بالمنهج العلمي .. كونهم عرفوا الاسلام اكبر من الرضا بإمر الله او التوكل على الله او ممارسة العبادات بل ان جوهره العلم ” أقرأ” .. ” وقل رب زدني علما ” انظر كيف جائت مطلقة اي انه مطلوب دون توقف او تحديد فللصلاة اوقاتها وعدد ركعاتها والصيام شهر والزكاة بنسبة 2.5%.. بينما العلم مطلق ” مجلس علم ساعة خير من عبادة ستين عاما ” .. نعم وظفوا كل ذلك .. ولذلك تمكنوا من اعادة صنع التاريخ من جديد .. هم صنعوا النصر ، وهم افشلوا الهجوم البري لسلطة الاحتلال وبالتالي هم صنعوا الهدنة فالهدنة لم تصنعها مصر او قطر او الولايات المتحدة .. فلو كان نتنياهو لم يتورط بهجوم بري ويزج بالميركافا ليقابلها عمالقة القسام ويدمروها من المسافة صفر رغم ان هؤلاء المقاتلين مروا بضروف لم يمر بها مقاتل في التأريخ المعاصر .. اطفالهم ونسائهم يذبحون وبيوتهم تتساقط .. لا ماء ولا طعام ولا وقود ولا داعم الا الله ليدمروا الميركافا من المسافة صفر وهذه الحالة لم تحصل حديثا إلا من لدن المقاومة العراقية ضد الاحتلال الامريكي في الفلوجة وغيرها .
الابعاد
البعد العسكري واضح .. الهدنة هي دليل قوة للمقاومة ودليل فشل قاطع لمن احتار كيف سيحمي دباباته رغم انه اسقط 60% مما اسقطه العدوان الثلاثيني ضد العراق من قذائف متطورة حيث اسقط 105 الف طن وعلى غزة بحدود 60 الف طن .. نصر آخر يضاف الى انتصارات القسام .. وتداعيات ذلك على المحتلين كانت وخيمة فالتاريخ لم ينسى الابادة ضد الارمن رغم مرور اكثر من قرن وسترون كيف ستبرز لنا الاف القصص والادانات وذوبان سمعة اسرائيل التي طرزها الغرب الامبريالي بأحرف من ذهب “مغشوش” سرعان ما زال بريقه وبان معدنه بعد ذبح 10 الاف طفل وامرأة يضاف له نصف العدد لا زال تحت الانقاض .. ذبحوا الصحفيين والاطباء وموظفي الاونروا .
ماذا بعد؟؟
المستقبل لفلسطين كون طوفانها فضح امريكا والغرب كون استخباراتها متعاونة بشبكة وثيقة مع الموساد والشاباك ، وكل هذه الترسانة عجزت عن اكتشاف ما تقوم به حماس منذ سنة ونصف .. وللمرة الاولى يكون جيش الاحتلال بهذا العجز ففي تشرين ” انجح حروبنا مع (اسرائيل) انهى هجوم ثلاثة اقطار عربية بأيام ” واليوم يقول وزيرهم للامن القومي .. الهدنة خطيرة وقد حققت حماس ما تريد
لن تنتهي حماس وإن انتهت فهناك حماس اخرى هي في طور التشكل .. لقد تأسس النصر في النفس العربية والاسلامية وصار ما قامت به حماس من منهج علمي جاهزا وقابلا للتطور وبات حل الدولتين امر مفروغ منه ولا بأس بالقبول به حاليا فلن يجرأ احد على اغضاب الفلسطينيين مرة اخرى .. لا اقصد ان هذا سيحصل غدا كما يريد العرب .. لقد وضعت اهداف اسرائيل الاستعمارية قبل اكثر من قرن وعملت على تحقيقها خلال القرن واصابتها الامراض السارية التي تصيب كل محتل كالعنجهية والغرور والشعارات البائسة ، وما علينا الا ان نتعض ونبدأ ببناء الانسان الحر السيد الممسك بناصية العلم والتطور المؤمن بأننا وصلنا الدرك الاسفل من خلال التجهيل والشعارات الفارغة والفساد .. الدرك الاسفل هو ان يعجز مليار ونصف المليار مسلم بينهم نصف مليار عربي من ان يدخلوا شاحنة ادوية الى غزة .. لماذا العجز والضعف ؟؟ لماذا لا يحترمنا العالم كما يحترم (7) مليون يهودي في (اسرائيل) ؟؟ السبب هو ان زعمائهم اضطروا الى منحهم الحرية والديمقراطية لكي يستوطنوا اما زعمائنا فكان هدفهم ان تمخر زوارقنا نحو الغرب (الكافر) باحثين عن حياة حرة كريمة لو وجدناها في اوطاننا لما اكلت منا البحار الكثير .
اخيرا .. الملايين السبع لليهود لن يبق منها الا النصف .. الا اذا ارعوت وقررت ان تعيش بسلام في فلسطين التأريخية ، وهذا الخيار هو ما رسخه طوفان الاقصى وصار الخيار المتاح الوحيد ..وهذه الهدنة انقذت نتنياهو وطاقمه من نتائج خمسين يوما من الفشل ، وبالتالي ارى ان الهدنة ستتمدد وتتمدد لأنها صيغت بطريقة تجعل تمديدها حتميا .. بعدها سيكون لكل حادث حديث
23/11/2023

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *