الفاقدون للتفكير والذين يستهدفهم الرأي العام لسلب إرادتهم وتفكيرهم وتحويلهم إلى معاول هدم اجتماعي من خلال الإخلال بالنظام والأمن وإشاعة الفوضى. هؤلاء يتم تغييبهم عن الواقع تماما، يعتقدون أنّهم اصحاب حق (مقدس) وفي الحقيقة هم كائنات شاذّة عن جادة الإنسانية. يتشابهون مع الاسماك بميزتين: الأولى كونهم يعيشون بجماعات وفور خروجهم من المستنقع يموتون، فالبيئة التي يشكلون بها اغلبية هي التي توجههم وتسيطر على ثقافتهم وسلوكهم وبذلك تتكون دائرة مغلقة تماما ولا يسمح القائم عليها بوصول اي ضوء، يتوهمون بكونهم كثر، والحقيقة انّهم لم يسمعوا رأياً غير آراءهم ولا ثقافة اخرى غير الثقافة المفروضة عليهم. اما الثانية التي يتشابهون بها مع الاسماك فهي الذاكرة المعطوبة، بين ليلة وضحاها يغيرون مواقفهم او بالاصح يتبعون الراعي عند تغيير موقفه من اقصى اليسار الى اقصى اليمين من دون تفكير او اعتراض او سؤال تحت ذريعة (الطاعة).
الطاعة لا تتمثّل بتغييب العقل وتعطيله عن العمل.
المغيبون بطبيعتهم لا يقدرون على سماع اي رأي او فكرة جديدة لأن الزمن توقف عندهم، وهذه صفة الجماعات التكفيرية والديكتاتورية والانظمة المغلقة التي لا يمكنها الاستمرار، فالمجتمعات متنوّعة وفرض الرأي الواحد عليها يجعلها تنتفض.. المسألة خاضعة لعامل الزمن فقط.