يذهب كل واحد منا بإتجاه في تفسيره للأحداث والتطورات السياسية المتسارعة، وقد يتجاوز الحدود الى أوكرانيا، ويلف حول العاصمة كييف، متوجها الى غربها حيث يساهم في نقل اللاجئين من لوفوف الى الحدود البولونية، ثم يتحول شمالا ليصل حدود بلاروسيا، وبرغم البرد القارس يرمي بجسده في مياه نهر دينبر الذي يقطع الجسد الأوكراني ليصل الشمال بالجنوب، ويفصل غرب أوكرانيا عن شرقها، ليصل الى أوديسا حاضرة الجنوب، والتي يفيض منها دينبرو نحو شبه جزيرة القرم التي تتربع على سطح البحر الأسود مثل صخرة عملاقة، ولايتردد في زيارة ماريوبول ليصل منها الى دونباس ولوغانسك ودونتسك المدينة التي سمي نادي شاختار بإسمها، وطالما صال وجال في ملاعب كرة القدم الأوربية، وقد يمارس هواية إحصاء عدد القتلى، ويطمئن على حالة المفاعلات النووية، ويفند الإدعاءات الروسية بوجود مختبرات بيولوجية.
من يستطيع ذلك، ويفسر الشؤون الخارجية لايصعب عليه البحث في المسألة العراقية، وتداعيات النتائج التي أفرزتها الإنتخابات الأخيرة، وفوز التيار الصدري، ثم تحالفه مع قوى سياسية بعيدا عن الإطار التنسيقي، وإرهاصات ماجرى بعد ذلك من قرارات ومواقف وأحكام قضائية ومشاكل أمنية ومحاولات لتقريب وجهات النظر، وربما فاته إن القوى السياسية تتواصل بشكل حثيث من أجل تجاوز حالة الإنسداد السياسي التي نتجت عن سوء تقدير من بعض القوى السياسية التي فقدت البوصلة، وبقيت في حال من التردد، وعدم توقع ماسيكون، حتى وصلنا الى مرحلة من اليأس عجزنا معها عن تصور حلول موضوعية للأزمة، الى أن فوجئنا بتطور لافت داخل البيت الشيعي حين تواصل السيد مقتدى الصدر مع قيادات في الإطار التنسيقي تمهيدا لوضع تصورات إيجابية للمرحلة المقبلة التي قد تسهل عملية إختيار رئيس الجمهورية الذي بدوره سيقوم بتكليف رئيس للوزراء، وربما جيء بالرئيسين في صفقة واحدة.
المعلومات تشير الى إن القوى السياسية ومنها تحالف السيادة الذي يضم قطبي المنظومة السياسية السنية، وبالرغم من كونه جزءا من تحالف يجمعه بالتيار الصدري وقوى كردية مهمة إلا إن رغبة هذا التحالف كانت في ان تكون هناك تفاهمات تنتج عن وعي سياسي متقدم، وعدم عرقلة أي حل ينتج عن تواصل سياسي ينم عن واقعية سياسية، ووعي متقدم بخطورة الأحداث، وتداعيات مايجري في العالم من تطورات صادمة، وإنعكاساتها السياسية والأمنية والإقتصادية على الداخل العراقي الذي عانى من جملة أزمات لم تمنحه الفرصة ليتنفس هواء الإستقرار والطمأنينة ويلتفت الى مشاكله ويبحث لها عن حل.