أشار خطيب الجمعة التابع للتيار الصدري في مسجد الـكوفة اليوم إلى ان قيادة التيار دعت لعدم المشاركة في الانتخابات ولم تدعوا إلى منع المشاركين.
وأضاف انه يتحدى وسائل الاعلام على بث اي تصريح او تغريدة لزعامة التيار او قياداته المعروفة تحث الصدريين على منع المشاركين من الإدلاء باصواتهم يوم الاقتراع الذي سيجري يوم 18 من الشهر الجاري.
بعدها بساعات صدر بيان موثوق لوزير القائد وهو احد أهم الناطقين باسم زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر يحذر فيه من الإمعان في الكذب، ويشدد على ان الصمت يرعب الفاسدين، ويتهم الكتل والأحزاب والأفراد المرشحين بانهم هم من يمزق الدعاية الانتخابية في الشوارع، وهو تصريح واضح ومباشر يتبرئ فيه من مجاميع تقوم بتمزيق صور وإعلانات المرشحين في الشوارع والساحات العامة تدعي تبعيتها إلى التيار الصدري.
ومن خلال متابعتنا لحملات الصدريين ضد المشاركين في العملية الانتخابية إعلامياً وميدانياً فان المتصدرين للمشهد السياسي والشعبي يشنون حملات منظمة في الشوارع لتحشيد الجمهور لاتخاذ موقف مضاد من المشاركة في الاقتراع المحلي، ويتخذون شعارات ولوكوات مركزية يقومون بنشرها على صفحات التواصل الاجتماعي والساحات العامة تشير إلى عدم الاشتراك وتتهم المنظمين والمرشحين بتشجيع الفساد في البلاد.
وفي تحليل بسيط لموقف التيار الصدري من الانتخابات فان الكتل السياسية المشاركة الان وكثير من المرشحين ايضاً هم ذاتهم الذين اشتركوا بانتخابات مجلس النواب قبيل 18 شهر من الان، والتي كان التيار يدعوا بكل ماكنته الإعلامية والتنظيمية إلى المشاركة فيها، بل وحقق فوزاً كبيراً من خلال الظفر ب73 مقعد برلماني.
وبعد عدم قدرته على تشكيل حكومة اغلبية فاجئ الجميع بالانسحاب وتقديم استقالات جماعية غيرت من الخارطة السياسية حينها مما أتاح لإطار التنسيقي المناوئ للتيار تشكيل حكومة توافقية وبأريحية.
موقف التيار الصدري من العملية الانتخابية في المقاطعة الان لا يخضع لمعيار النزاهة والمنهج السياسي، بقدر ما يتعلق بحرب سياسية صامتة يشنها التيار ضد اطراف عديدة في الاطار التنسيقي الراعي الاول للحكومة الحالية.
التيار يسخر جميع التناقضات المعلنة والعقبات التي تواجه الكتل لضرب الكتل التي يعتقد انها ستتغرب اكثر واكثر في واقع الحكومات المحلية بعد ان استوفت غالبية المناصب الحكومية المركزية.
تبعات المشاركة والممانعة باتت تخيم على تفكير الناخبين المهتمين في هذا الشأن، ولا احد يستطيع التكهن بما يمكن ان يقوم به اتباع التيار في آخر ايام الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات، فنجاح العملية الانتخابية يعني مزيداً من العزلة غير المبررة كيان ووجود التيار الصدري، وتخريب العملية يقود البلد إلى متاهات جديدة وخطرة على مستقبل البلاد والتيار لن يكون بمعزل عن تبعات تلك الخطورة.