قدمت البشرية عبر الاف السنين تضحيات جسيمة من اجل انتزاع حريتها من مخالب السلطات الفاسدة المتوحشة بمختلف تسمياتها وعناوينها.
وليس غريبا ان تطرز ارض العراق بدماء الشهداء عبر كل العصور من اجل حرية وكرامة الانسان واعتقدنا في العقدين الاخرين اننا بلغنا الامال وشيدنا ديمقراطيتنا المنشودة لكننا اكتشفنا ان الديمقراطية التي شيدها لنا الامريكان بطريقة المحاصصة ديمقراطية صورية ملعونة لاتعزز السيادة ولا تسمح بتمثيل حقيقي للشعب لقيادة نفسه وتحديث بلاده وابتكرت محاصصة بغيضة تحرض على الطائفية وتكرس الفساد وتعتمد الولاء بدلا من الاداء فتسلقت المشهد السياسي شخصيات هزيلة ادخلت البلاد في صراعات مريرة ونتح عنها امبراطوريات استحوذت على المناصب و على المال العام واذلت العباد وخربت البلاد.
ومازال شعبنا يتطلع لاصلاح المسار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وانقاذ الاجيال من فوضى التربية والتعليم العالي ومجالات اخرى ادخلت العراق في متاهات التخلف وفقدان الوعي وغياب التنمية وضياع الهوية الوطنية.
واليوم يتردد سؤال محير عند ملايين العراقيين المشمولين بانتخابات مجالس المحافظات عن جدوى هذه الانتخابات التي تكلفنا المليارات وما قدرة المرشحين لتجاوز اخطاء الماضي والتخلص من هيمنة كتلهم التي تحولهم الى دمى بدون شخصية او قرار وتجعلهم ببغاوات تنفذ اوامر الزعيم ولجنته الاقتصادية التي تريد نهب المزيد من موازنات المحافظات….
ان الوعود والشعارات التي يقدمها البعض جميلة نامل ان يكون من يقدمها لاسيما من الشباب والشابات الذين نجربهم للمرة الاولى في مستوى المسؤولية الوطنية وينجحون في ايجاد توازن مابين ارادة الشعب ورغبات كتلهم ومصالحهم الشخصية…ومن الانصاف الاشارة لوجود عدد قليل من الشخصيات الوطنية ذات المواقف المشروعة ولهم مشاريع وطنية تعزز السيادة وتحمي المصالح الوطنية من زاخو الى الفاو، والامر مرهون بوعي المواطن وقدرته وشجاعته على الاختيار الامثل وان لاينخدع ببطانية وكارت موبايل ووعود بوظيفة او تبليط لشارع. ثم يندم على ما فعل وسلط عليه من يضيع مستقبله ويهمش ويتجاهل من يضحي لانتشاله من مستنقع المحاصصة….ولصبر الشعب حدود فاذا فشلوا هذه المرة فسيكون الاختيار ( شلع قلع) من الراس للاساس.