بلغ عدد شهداء غزة حتى يوم الجمعة يوم 22 من شهر ديسمبر الجاري أي قبل ثمانية أيام من السنة الجديدة عام 2024 اكثر من 20 الف مواطن مدني خلال 77 يوماً من القتال بين قوات حرب الكيان الإسرائيلي ومعه العديد من الخبراء الامريكان والأوروبيين من جهة وحركة المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس صانعة طوفان الأقصى ، ولا أحد يستطيع أن يقدر اعداد الشهداء في العام الجديد إذا استمرت واشنطن برفض وقف اطلاق النار عبر الفيتو الذي اصبح سلاحاً مدمراً للشعوب المتطلعة للحرية والاستقلال .
لقد أصبحت غزة المدينة المحدودة جغرافيا والأولى عالميا في الكثافة السكانية ، عنوانا لكل شعوب الأرض ببسالة أهلها وشجاعة مقاومتها وقدرتها الفائقة على الصمود . غزة التي استنهضت شعوب العالم وحطمت اعتى جيوش العالم عنصرية وفتكا واهانت كل خطط الدول المتكبرة ، غزة منها وبها سوف تتغير الكثير من الخرائط والمواقف السياسية ، حيث بات العديد من الدول الغربية بحكم الضغط الشعبي تطالب بوقف اطلاق النار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
اثبتت معركة طوفان الأقصى إن معادلة الصراع اختلفت وان إسرائيل ليس بإمكانها مهما توغلت في القتل والابادة الجماعية للمواطنين أن تعيش بسلام دون تحقيق السلام المقابل للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة ، فالحرب الدائرة في غزة ومناطق عديدة من الضفة الغربية ، أخرجت جيش الاحتلال من مقولة الجيش الذي لايقهر واصبح هدفا مستمرا للمقاومة الفلسطينية ، وعلى وفق هذه الحرب تمكنت غزة عبر مقاومتها الباسلة من اخراج اقوى القوات الإسرائيلية من ساحة المعركة وهو لواء جولاني نتيجة الخسائر الكبية التي لحقت به وخاصة بين صفوف الضباط ، كما تمكنت غزة قبل ذلك من اخراج فرقة غزة الإسرائيلية المختارة عبر معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي وتم إعادة ترميمها بعدد من جنود الاحتياط .
غزة هي رسالة السماء للأرض ، إن لم يكن كذلك ، فكيف نسمي انشداه العالم لما يجري في غزة وما نقول عن فشل مئات الاطنان من الصواريخ الامريكية تنزل على رؤوس الناس وهم صامدين ، وما ذا نحكي عن ثلاثة اشهر من اقوى واشد الصراعات العسكرية والكيان الإسرائيلي يخسر يوميا في الافراد والسلاح ولم يحقق شيئاً على ارض الواقع ، فغزة منها وبها كانت وأصبحت مركزا لحركة التحرر العربية وعلى العرب أنظمة وجماعات ان تفتخر بغزة وتساندها بشجاعة ورؤية واضحة ومواقف بينة فهي التي غسلت العار العربي في كل الحرب التي وقعت باستثناء حرب 1973التي خاضها الجيش المصري .
تفيد التقارير إن أسلحة الصواريخ التي يبلغ بعض وزنها اكثر من ( 72) طناً والصواريخ الأخرى المتعددة الحجام وقنابر المدافع وغيرها من الأسلحة التي تم ضرب غزة بها تعادل قنبلة نووية أي انها اكثر ماتلقته العاصمة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية ، ورغم هذا التدمير الشامل استمرت الولايات المتحدة الامريكية استعمال الفيتو ثلاث مرات ضد المشروع العربي والروسي الصيني لوقف القتال وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية لغزة المنكوبة بوحشية الاحتلال وداعميه ، فهل هناك في هذا العصر اكثر عنصرية وفساد العقول مما جرى ويجري في غزة .
وهل هناك اكثر ضعفاً للمنظمة الدولية التي من أولى مهماتها حماية الأطفال والمدنيين والنساء ولم تتمكن ، وهل هناك اكثر من الضعف في محيطنا الذي يمتلك الكثير من أوراق الضغط ولم يفعل ، المهم من كل هذا وذاك المقاومة انتصرت وشعب غزة تفوق على كل دعاة الدين في الايمان والصبر والصمود والدفاع عن حقوق الله في الأرض ، غزة انت التاريخ بعينه وانت بلسم كلمة الله لجراح الأطفال . فالنصر تحقق وإسرائيل ومن معها مهزومين وهذا مايشير له الكتاب الاسرائيليين انفسهم .