سنوات طويلة والجمهور العراقي لم يهدأ له بال وسافر في تلك السنوات وكأنه في بحر متلاطم الامواج بل هائج في الوقت ذاته .
الجمهور العراقي محب وداعم لمنتخب بلاده في البطولات والدورات التي يُشارك بها او يتأهل اليها،لكن برغم ذلك يبقى الجمهور في قلق شبه دائم حتى وان فاز في هذه المباراة او تلك لأنه لديه قناعة تامة بان منتخبه وبرغم تعاقب المدربين عليه سواء من المحليين او الاجانب ، هو قد حقق الفوز وهو شيء ايجابي لكنه كان ينظر للنتيجة بانها جاءت بالصدفة ولعب الحظ مع المنتخب !!
وهذا بحد ذاته شكل من اشكال التفكير في المتعارف في البلد وذلك من هاجس القلق على مستقبل المنتخب بل ان ذلك الجمهور تولدت لديه حالة استقرت في تفكيره هي القلق الناتج عن قناعة تامة بان المنتخب العراقي يُعاني من حالة عدم الاستقرار ( الفني ) على لاعبين معينين بدليل في كل مرة يتم فيها التعاقد مع مدرب جديد مهما كانت جنسيته فاننا علينا ان نضع امامه قائمة من ( 50 ) لاعبا كي يختار منهم التشكيلة المناسبة للمنتخب الذي سيمثل العراق في المشاركات الخارجية ..!
وهذه الحالة (السلبية ) تكاد شبه دائمية في كل المشاركات او مع اي مدرب جديد ، حتى وصل ذلك القلق مع أخر مدرب يقود المنتخب العراقي وهو الاسباني كاساس الذي تنتظره مهمة لاتخلو من القلق والصعوبة عندما يقود المنتخب مطلع العام الجديد في بطولة اسيا التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة ومن ثم يشارك في تصفيات كأس العالم 2026 .
هنا من حق الجمهور ان يقلق على مستقبل منتخبه وهو الجمهور ذاته الذي من حقه ان ينتظر النتائج الايجابية سواء في بطولة اسيا او التصفيات المؤهلة الى كأس العالم .
رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال هو الاخر قلق على المنتخب من جانب المسؤلية الملقاة على عاتقه باعتباره ( رئيس الاتحاد ) ، فاضطر مؤخرا ان يزود الاعلام بتصريح صريح جدا ، كانت فيه واقعية القول ، صحيح الرؤية المستقبلية بل واراد من خلال تصريحه ان يضع الكرة في ملعب مدرب المنتخب كاساس حيث قال ( اتفقنا مع مدرب المنتخب كاساس على ضرورة التأهل الى كاس العالم 2026ولن يتم التفكير في موضوع اقالة كاساس حتى اذا خرج من دوري المجموعات في بطولة اسيا 2024 )
هذا الكلام واقعي ولابد من العمل عليه ليس لاننا مقبلين على مشاركتين في كاس اسيا وتصفيات كاس العالم .
وانما أرى انه كان يجب علينا العمل من البداية مع المدربين الذين عملوا في تدريب منتخبنا سابقا بذات الكلمات التي جاءت بالتصريح من اجل ضمان الاستقرار ومن ثم اكتساب الثقة في تحقيق المطلوب . تصريح درجال وان جاء متأخرا نوعا ما لكنه سيُثمر عن نتائج ايجابية تُعيد للمنتخب ثقته المفقودة منذ سنوات وتُعيد تألقه بزوال القلق المشروع وصدور ( التعهدات ) التي تربط عمل المدرب بضرورة التأهل الى كأس العالم مرة ثانية وهو الهدف العراقي الاسمى ..
الستم معي !؟