1 – الإبادات الجماعية بحق الفلسطينيين على مدار الساعة واليوم، التطهير العرقي، سياسات التجويع والتعطيش وقطع إمدادات الدواء عن المرضى،وعدد لا يحصى من إنتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان تمارسها أجهزة الكيان الصهيوني إنما تجري على مسمع ومرأى العالم كله ورغم أنفه. وسائل التواصل الإجتماعي تلاحق أفعال إسرائيل بالصوت والصورة لكن إسرائيل لا تأبه لكل هذا الصراخ. طوفان الإحتجاجات والمسيرات التي تشجب جرائم الإحتلال والتي تهز شوارع وساحات مدن العالم لا تتوقف يوماً لكن المعتدون يهزون أكتافهم غير مبالين لها ولسان حالهم يقول إذهبوا وإنطحوا رؤوسكم بالجدار. المنظمات الدولية وغير الدولية حذرت وتحذر من كوارث إنسانية محققة في قطاع غزة في حال بقاء الأفق مغلقاً أمام حلول سريعة لكن إسرائيل تتحداها كلها وتتهم العالم بذات الإسطوانة الإبتزازيةالمشروخة القبيحة والبائسة (معاداة السامية). قتلت إسرائيل حتى الأن ما يزيد عن العشرين ألف فلسطيني وأصابت عشرات الآلاف وتقول أن مهمتها في محاربة المقاومة الفلسطينية لم تنته بعد ولا أحد يعرف ماهو العدد المطلوب قتله كي ترتوي غريزة الحقد والإنتقام الكامنة في أعماق هذه الكائنات المتوحشة التي تستمد طاقتها المريضة من أعماق تاريخ محشو بالزيف والكذب والتلفيق والإدعاء.
2- من أين تستمد إسرائيل قدرتها على العناد ومجابهة العالم كله بل وقدرتها على إسكاته وتطويعه ولوي رقبته؟ الجواب هو من قدرتها على إستثمار وإستغلال وقائع عدة أولها تشابك مصالح وجودها مع مصالح قوى الإستعمار قديمه وجديده الذي هيمن على خيرات الشعوب ولا يريد التفريط بتلك المصالح فزرع إسرائيل كياناً يؤدي هذه المهمة تحت ستار اسطوري مفتعل. لكن إسرائيل إستطاعت بفضل مهاراتها التي إكتسبتها عبر التاريخ أن تتحكم هي والى حد كبير بالسياسات الغربية بفعل هيمنتها القوية على المال(المصارف وأسواق المال والمؤسسات المالية العالمية ألخ) وعلى الإعلام( إمبراطوريات الصحافة ومحطات التلفزة ودور النشر ألخ) إضافة الى تغلغلها في جميع أوجه النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية والأدبية والجامعية ألخ. إن هذه القبضة الحديدية مكنتها من إخافة أو إبتزاز ساسة الغرب وتحويلهم الى بيادق في خدمة أجندتها. يجد العالم الغربي نفسه تحت قبضة هذه القوة ولا يستطيع منها فكاكاً ومن يحاول ان يرفع صوته ولو هامساً فإن مصيره سيكون مظلماً. التهم جاهزة :إما التشكيك بالهولوكوست أو معاداة السامية. تهمتان تبتز بهما إسرائيل وتخيف خصومها أو حتى من يختلف معها.
الحب الاخوي
3- أيها الفلسطينيون، يا أبناء غزة، تتقزم الكلمات أمام أفعالكم. كلماتنا عزلاء وأفعالكم مسلحة والفارق بين الإثنين لا يردمه الحب الأخوي الكبير ولا حتى النوايا الطيبة. أنتم بحاجة الى من يشد عضدكم بالقتال معكم والى من يسفح دمه من اجل قضيتكم العادلة التي هي قضيتنا نحن العرب وقضية كل الشرفاء في هذا العالم. أنتم تاج على رأسنا. بكم نفتخر ومنكم نتعلم الصبر والتضحية والقتال والعزيمة. أيها الفلسطينيون، يا أبناء غزة، ضمائرنا تعذبنا مع كل لقمة خبز ومع كل رشفة ماء ومع كل حبة دواء. كيف لنا أن نشبع ونرتوي ونتعافى وانتم وأطفالكم وشيوخكم تتضورون جوعاً وتظمئون وتموتون من اجل حبة دواء لا تحصلون عليها لأن الصهيوني المسلح بالدعم الغربي غير المحدود لا يريدكم أحياء يتذكر من خلالكم نذالته ووحشيته وحقده الدفين.
4 – ما يسمى بالعالم المتحضر ليس متحضراً. اتركوا الشكل الظاهري و توغلوا الى ماوراءه لن تجدوا سوى تاريخ حافل بالقتل والتهجير والنهب والطمع والعهر والباطل. أنظمة مايسمى بالعالم المتحضر لايمكن للإنسان، إلا إذا كان مغفلاً وغارقاً بالجهل والسطحية، أن تخدعه الصورة الظاهرية الزائفة التي تقدمها له وسائل إعلامه الكاذبة.
لقد لقد أسس مفكرو وفلاسفة الغرب حضارته الحديثة التي سعت الى إحترام كرامة وشرف وحقوق الإنسان في أي مكان من هذا العالم لكن سرعان ما تدهورت هذه الحضارة وسقطت في وحل العنصرية والفاشية وإستعمار البلدان وإستغلال ثرواتها وتحولت الى أنظمة سياسية تهيمن عليها الشركات الخاصة التي لاتعترف بأي شيء سوى الربح ومراكمته على حساب كل تلك القيم الإنسانية التي ناضل أحرار الغرب من أجل ترسيخها.
5– الأثمان التي على من يقاوم الإحتلال دفعهاعالية جداً جداً لكن لا طريق سواه إلا إذا رضينا الهزيمة وما يفعله المقاومون في غزة الآن لا يشير الى هذا بل الى عكسه.
أنتم أيها الأبطال على موعد مع نصر عساه يكون قريباً بإذن الله. إن معركتكم هي بالدرجة الأولى معركة تحرر وطني وهذا هو العنوان الكبير الذي يستوعب كل التفصيلات الأخرى.
6 – يخجل العربي عندما يجد الأبعدين أقرب الى قضيته وأشد حرقة عليها من الأقربين. العالم كله يرفع صوته ينادي بإيقاف المجزرة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم بينما يقف أولو الأمر العرب متفرجين أو ربما نائمين أو لاهين أو غير مبالين بينما أخوتهم يذبحون امام أعينهم.