من اغاني الستينات الشهيرة، للسيدة كوكب الشرق ام كلثوم، التي مازال الناس يسمعونها ويطربون لكلماتها ولحنيها العذب الجميل، اغنية (هذه ليلتي) التي تعد من روائع اغاني ام كلثوم، كتب كلماتها الكاتب والشاعر اللبناني الكبير جورج جرداق (1931-2014)،وقام بتلحينها موسيقار الاجيال الفنان الكبير محمد عبد الوهاب.
فما قصة هذة الاغنية الرائعة الخالدة ، التي التقى فيها ابرز اسمين في سماء الغناء واللحن العربي الاصيل، هما ام كلثوم و محمد عبد الوهاب؟
ذكر الكاتب والاعلامي الرائد ابراهيم الزبيدي (1941) في برنامجه التلفزيوني (مواقف ومواقف) في فقرة من فقراته المنوعة، عن قصة اغنية (هذه ليلتي) قائلا :
في عام 1975 وعندما كنت اقيم في لبنان، تعرفت على الكاتب والشاعر اللبناني الكبير جورج جرداق ، الذي كان انذاك نجما ساطعا في الادب والشعر والصحافة، و كاتب قصيدة (هذه ليلتي)، حيث حكى لي قصة هذة الاغنية، يقول جورج : في صيف عام 1967، اقام الموسيقار محمد عبد الوهاب عاما كاملا في لبنان ، وكانت السهرات لا تحلو للموسيقار الا في فندق امباسادور في بلدة بحمدون، ذات يوم يقول جورج : قال لي محمد عبد الوهاب : لقد تحدثت اليوم هاتفيا مع ام كلثوم وسالتني عنك وتقول : انت طولت الغيبة عن مصر وتهديك تحياتها وتريد منك اغنية للموسم الجديد…
ويقول جورج كل ليلة كان يسالني عبد الوهاب عن اين القصيدة؟
وفي احدى الليالي خرجت من غرفته في الفندق الى الشرفة المطلة على الوادي، ولحق بي عبد الوهاب، ودون قصد مني كنت ادندن بكلمات من ابيات شعر قديمة لي، مطلعها :
هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماض من الزمان وآت
الهوى انت كله والاماني فاملا الكاس بالغرام وهات
بعد حين يبدل الحب دارا والعصافير تهجر الاوكار
وديار كانت قديما ديارا سترانا كما نراها قفارا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعال احبك الان اكثر
ويضيف جورج جرداق بان عبد الوهاب طلب مني ان اعيد على مسمعه هذه الابيات.. فصاح هذه القصيدة التي نبحث عنها..فكانت ان غنت ام كلثوم اغنية (هذه ليلتي) على المسرح القومي في السودان يوم 30/12/1968. ومنذ ذلك الوقت اصبحت هذه الاغنية من الاغاني الخالدة في التراث الغنائي العربي الاصيل.