كيف سأدخل في عام 2024؟ هل اكتشفت ذاتي جيدا في العام الذي سينتهي؟ بماذا سأستقبل عامي الجديد؟ ما الذي سيختلف من اهتماماتي في عام 2024؟وهل كان في عام 2023 ما يمكن أن نطلق عليه جديدا مختلفا عما كان في العام الذي سبقه؟ ما خارطة الطريق المقترحة لمنظومة علاقاتي في عام 2024؟ أين موقعية الحارس السماوي المنتظر ضمن أولوياتي في عام 2024؟ هل سأجعل من هذا العام الجديد مميزا عن الذي سبقه؟ وبماذا سيتميز؟
ما قبلتي في العام الجديد؟ هل هي قبلة الماضي الذي لم أفهمه جيدا؟ أم قبلة الحاضر الفرح بمظاهر غفلته؟ أم المستقبل الذي اطمح أن يكون كما اشتهي؟ أم هي قبلة توافقية كحال سياستنا العرجاء المتخمة بالبعيد والبليد؟ هل سأعرف جيدا ما هو لي وما هو علي في عام 2024؟ أم أنني سأقع قي الحيرة والشك وسيناريو إعادة الهفوات السابقة نفسها ؟
هل سيكون لي تأثير فعال في العام الجديد؟ وفي أي مجال؟ وهل أنا فعلا أمتلك القدرة على إحداث تغيير في هذا العام، أم تراني أبني سقفا من الوهم لتستظل به هواجسي؟
هل أعرف كيف أفكر في نفسي ضمن عامي الجديد؟ وقبل ذلك هل أعرف نفسي؟ هل روضتها؟ هل أعرف مسك ختامها؟ كم هو حجم الذكريات التي سأمحوها في عام 2024؟ تلك التي قلت سابقا إنها رغما عني ستكون معي حتى لقائي بالزائر الأخير.
ما الفكرة التي سأموت لأجلها في عام 2024؟ وهل منحت لنفسي سلطة المفاضلة بين الأفكار؟ من يبقى منها ومن يترجل في المحطة المقبلة؟
الأجوف من أفكاري، ماذا سيحل به عام 2024؟ هل سيبقى لصيقا بي أم تراني سأستبدله بترانيم تملأ الحيز الذي أشتهي؟ الأشهر الاثنا عشر المنصرمة، كيف سأودعها؟؟ بأي زي؟ أزياء عديدة مرت بخاطري، زي التأمل، زي التساؤل، زي الآسف على مرورها دون عودة، وأنا أتسمر أمام باب أيامها أرقب غبار غيابها ودهشة الغفلة تعلو طالعي؟ علاقاتي الببغاوية في عام 2024 ما مصيرها وهل سيكون لها حضور؟ هل ستموت أم سألتقيها لكن بمسميات أخرى مخادعة؟ ماذا أفعل بالعظيم والفائق والمدهش من أيام العام المنصرم؟ كيف أرحلها إلى عام 2024؟ هل سأبني لها طابقا ثانيا في بناية الأمنيات الجديدة؟ هل أعيد نسخها؟ أم أني سأعيش على أطلالها؟
عام جديد
الموتى الذين يتحركون في داخلي. هل سأجدد صلتي بهم في عامي الجديد؟ وإن راق لي استبدالهم، فبمن، ولم، وكيف؟ الجوى الذي يحرقني، بين شاطئيه ولجته، كيف سيكون مصيره عام 2024؟ الله الذي، يحتلني راسما لنفسي في مناجاته جواهر من الألفة، كيف لي في عامي الجديد أن أفسح لجنده باحتلال مساحات جديدة في داخلي؟ كيف سأتعامل في عام 2024،مع القوى الخفية التي تتخلل ثناياي، تحملني، أو تطرحني، أو تأخذني في رحلة الاكتشاف والبحث عن فحوى الوجود وصانعه؟
ما موقعية الحقيقة عندي عام 2024؟وهل عرفت الحقيقة حتى أجعل لها موقفا وموطأ قدم في داخلي؟
ما الأقنعة التي سأخلعها في عام 2024؟ هل سأشتري غيرها؟ أم سأكتفي بوجهي الذي طال سجنه خلف أقنعة كثيرة وكثيرة حتى بت لا أعرفها؟ أين الله في داخلي؟ هل سأسأل نفسي هذا السؤال في عام 2024؟ كيف لي أن أخاطبه وأعير جمجمتي له؟ كيف لي أن أخبره وأحدثه عن بركان خطايا نسيت أضعافها، بل هي عالقة حتى باتت تنغص القادم من أيام عمري؟
كيف سأعيش حياتي عام 2024؟ إن كُتب لي عيشها. هل هي عديدة الخيوط والألوان، هل صوتها واحد، نبرتها واحدة؟ من يعارضها في داخلي، ما الذي يثيرها، ما الذي يجعلها تتثاءب كطفل يغلبه النعاس؟
ما جديد أسئلتي عام 2024؟ وإن أولدت جديد الأسئلة، هل ستمنحني قوة الابتعاد عن الغفلة والسير في لحظة التأمل الكبرى العالقة بالعلة الأولى؟ ما الثياب التي سأرتديها عام 2024؟ وما الأخرى التي سأخلعها، ثياب التأمل أم ثياب التعرق في أثناء مسيرة الكشف أم تلك التي لها وظيفة الصحبة في الرمق الأخير؟
تساؤلات، دارت في خلدي كما دارت في خلدكم، لكن الفرق هو أني شاركتها معكم.
حبي لكم يدعوني للدعاء لكم أن يكون عام 2024 عام العودة إلى الأسئلة الوجودية التي نحتاج إليها كي نعرف الطريق إلى الذي أحبنا فخلقنا وسيحتفي بنا يوم اللقاء الأكبر.